حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، من تقويض الاتفاق النووي الإيراني، لافتًا إلى أن ذلك الأمر قد يشعل حربًا في المنطقة. وقال "ماكرون"، في تصريحات مقتضبة، نشرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية الخاصة في عددها الصادر اليوم، إنه "من المحتمل أن يقوّض ترامب الاتفاق دون التوصل لاتفاق بديل"، مضيفًا "هذا السيناريو الأسوأ". يأتي ذلك قبل أسبوع من نهاية مهلة، تنتهي في 12 مايو الجاري، حددها ترامب لفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لتعديل الاتفاق مع إيران ليشمل دورها في الشرق الأوسط وبرنامجها الصاروخي، ملوحاً بالانسحاب منه وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. وأضاف "ماكرون"، "هذا يعني أننا سنفتح صندوق بانادورا (أسطورة إغريقية قديمة عن صندوق يحتوي على كل شرور البشرية)، من المحتمل أن يكون هناك حرب"، واستدرك قائلًا: "لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي يريد الحرب". من جهته، حذّر وزير الخارجية الألماني السابق سيجمار جابرييل، في تصريحات للمجلة ذاتها، من أن إلغاء الاتفاق النووي، "يهدد بحرب جديدة في الشرق الأوسط". وقال "جابرييل": "إذا لم نتعامل بحذر، فإن هناك تهديد باندلاع حرب طويلة في الشرق الأوسط"، منبهًا من "تطورات لا يمكن السيطرة عليها حال تقويض الاتفاق مع إيران". وأوضح أنه "يجب أن نفعل كل شيء لمنع أسوأ سيناريو ممكن للشرق الأوسط؛ الولاياتالمتحدة تقوّض الاتفاق النووي ولا أحد يضخ استثمارات في إيران، ما سيضع ضغوطاً على الحكومة الإيرانية لإعادة إطلاق البرنامج النووي". وأضاف "الأمريكيون أو الإسرائيليون يمكن أن يردوا في هذه الحالة، باستخدام القوة العسكرية". بدوره، قال وزير خارجية لكسمبورج، جان اسيلبورن، في تصريحات لدير شبيجل: "يجب أن يحافظ السيد ترامب على الاتفاق النووي، فأوروبا هي التي تقع في مدى الصواريخ البالستية الإيرانية". فيما قالت الأمين العام لجهاز العمل الخارجي الأوروبي، هليجا شميت، التي شاركت بشكل رئيسي في مفاوضات التوصل للاتفاق النووي مع إيران، إن "طهران تحافظ على الاتفاق". وتابعت في تصريحات للمجلة الألمانية "الاتفاق لا يقوم على الثقة، بل على الحقائق والمراقبة والرصد المستمران للبرنامج الإيراني من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية".