أجمعت القوى الإسلامية والثورية على رفضها التام لإقامة جنازة عسكرية للواء عمر سلميان، الذى وافته المنية صباح أمس، مؤكدين أنه كان أحد أتباع النظام البائد ووفاته ذهبت بأسرار وخبايا كثيرة بلا رجعة، مشددين على عدم التشفى لكونه انتقل إلى عدالة السماء التى ستحاسبه. وقال الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، إن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، رحل عن دنيانا ومعه أسرار كثيرة.. وأضاف: لا أجد أمام لحظة الموت إلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون... أفضى إلى ما قدم وبين يد رب هو أعلم به، مؤكدًا أن وفاة سليمان المفاجئة جعلته يذهب وذهبت معه أسرار كثيرة. وأكد الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، أن وفاة عمر سليمان تخفى من وراءها العديد من الأسرار المتعلقة بالدولة، مشيرًا إلى أنه من الصعب معرفة طبيعة هذه الأسرار أو كيفية الوصول إليها؛ لأنها مازالت فى أيدى رجال المخابرات. وأبدى تعجبه من الدعوات التى انطلقت للمطالبة بأن يخرج "سليمان" فى جنازة عسكرية، حيث رفض تمامًا هذا المطلب حيث إنه يرى سليمان من أكثر الأشخاص المجرمين الذين أخطأوا فى حق الشعب المصرى كله فى الخارج والداخل من خلال مشاركته بشكل أو بآخر فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل، والتضييق على المصريين، واصفه بوكيل التعذيب فى سجن "جوانتانامو". واعتبر الشيخ جمال صابر، منسق حملة لازم حازم، أن وفاة عمر سليمان الذى كان بمثابة طاغية هو بشرى بأن الانتصار قادم، مشددًا على أهل الضلال أن يسارعوا بالتوبة إلى الله وإرجاع الحقوق لأصحابها، وأن يتعظوا من وفاة سليمان المفاجئة. وأضاف: أن سليمان مات ودفنت معه أسرار عديدة، فقد كان أحد سماسرة تعذيب المواطنين واعتقالهم دون حق، وتعرض على يده آلاف المعتقلين للتعذيب، فضلاً عن كونه أحد أشهر المخربين فى النظام السابق رافضًا أن يكرم أهل الباطل رموزهم بجنازة عسكرية. من جانبها، أكد عدد من القوى الثورية رفضهم التام لعمل جنازة عسكرية للجنرال الراحل. وأكد محمد شعيب، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل، رفضه التام لفكرة عمل جنازة عسكرية لعمر سليمان، مؤكدًا أنه من رءوس الفساد فى البلاد، وعمل جنازة عسكرية له شىء من التكريم ونحن نرفض التكريم لشخص خائن لوطنه ولشعبه، وأضاف: أننا جميعًا نحترم حرمة الموتى ولكننا نرفض تكريم سليمان، فمن الأولى أن يحظى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءًَ للوطن بهذا التكريم. وعلق شعيب على اتهامات "أبناء مبارك" بأن سليمان تم قتله ولم يمت طبيعيًا، قائلا إن "هذه عادتهم، فهم يرغبون فى جذب الإعلام نحوهم بأى طريقة بعد أن تم تجاهلهم، فى كل فترة يقومون بعمل بلبلة لشغل الرأى العام، ومن الممكن أن يأتوا غدًا ويوجهون تهمة قتله لأشخاص بعينهم". بينما قال ضياء الصاوى، عضو حركة كفاية، إنه من المفترض أن يكون مكان عمر سليمان فى الأصل المحاكمة والسجن وليس السفر للخارج وإطلاق سراحه، وأضاف أن صفحة سليمان قد انطوت ولكن صفحة النظام لم تنطوِ بعد، وهو شخص من نظام الفساد ويجب أن تستكمل القضايا وتكشف حقيقته أمام العالم أجمع. وأكد رفضه التام لإتمام جنازة عسكرية له، ومن المفترض أن يدفن بشكل طبيعى كغيره من المواطنين، خاصة أن الجنازة العسكرية تكريم لمن أبدى عمل حسنى خلال الخدمة العسكرية، ولكن سليمان قام بتدنيس البذلة العسكرية. وقال إن الفترة القادمة قد تظهر حقيقة وفاة سليمان، خاصة أنه اختفى عن الأنظار منذ فترة وهرب؛ خوفًا من إدانته، وفكرة ترشحه للرئاسة محاولة للهروب من المحاكمات. وقال على عبد العزيز، رئيس حكومة ظل الثورة، "أننا نرفض أى جنازة عسكرية لأى من أتباع النظام البائد"، وطالب باقى النظام بأن يتعظوا مما حدث لسليمان أمس، وما حدث أول أمس لخمسة من قادة الجيش السورى الذين مارسوا الإجرام فى سوريا، وأكد أن الشعب السورى لا يمكنه عمل جنازة عسكرية لهؤلاء القتلة، فكيف نحن كمصريين نقبل بعمل جنازة عسكرية لمن قتل أبناءنا؟.