كشفها «أبو العلا ماضى».. و«العوا»: أعلم بها منذ 40 سنة تم نشر هذه الشهادة فى أكتوبر 2013 على نطاق واسع من قبل "هيثم أبو زيد"، عضو سابق فى الإخوان المسلمين، لكن أعاد نشرها الكاتب والسيناريست "بلال فضل"، من خلال برنامجه "عصير الكتب". وأكّد على لسان "أبو زيد" الذى بدوره تحدث عن أصل هذه القصة، التى تم تداولها بشكل خاطئ على مدار عقود. كان "أبو زيد"، قد أشار إلى أن للشيخ محمد الغزالى فى نفسه مكانة كبيرة، وكان حريصًا على اقتناء كتبه وقراءتها، حتى جمعتها كلها، إلا كتابًا واحدًا سماه الشيخ "قذائف الحق"، عرفت أنه ممنوع، وكالعادة تسبب المنع فى زيادة رغبتى فى الكتاب، وحرصى على قراءته، إلى أن أهداه إلىّ أحد الأصدقاء عام 2002. وأضاف "أبو زيد"، أن أكثر ما شدنى فى الكتاب، وأنا حينئذ عضو بجماعة الإخوان، أن تلك "الوثيقة" التى قال الشيخ الغزالى إن الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وضعتها كخطة للقضاء على جماعة الإخوان، واستئصال وجودها، وتضمنت خطوات شديدة القسوة، تتجاوز محاربة الإخوان تنظيميًا وفكريًا إلى محاربة الدين الإسلامى، والمتدينين من غير الإخوان. وتابع قائلًا: "وكان مما ورد فى مقترحات الوثيقة، محو فكرة ارتباط الإسلام بالسياسة، والإبادة المادية والمعنوية لمعتنقى هذه الفكرة، وإبراز مفاسد الخلافة العثمانية، والتحرى عن كتب ونشرات الإخوان فى كل مكان ومصادرتها وإعدامها، وتحريم قبول الإخوان وأقاربهم حتى الدرجة الثالثة فى السلك العسكرى أو البوليسى، أو السياسى، وسرعة عزل الموجودين منهم فى هذه الأماكن، والعمل على إفقاد أعضاء التنظيم ثقتهم فى زملائهم؛ بإجبار بعضهم على كتابة تقارير عن الآخرين. وشددت الوثيقة أيضًا، على ضرورة التضييق على المتدينين فى المجالات العلمية، وعدم إظهار تفوقهم، وعزلهم عن أى عمل جماهيرى أو شعبى، وتشويش الفكرة الشائعة عن الإخوان فى حرب فلسطين، وإبراز مسألة اتصال "الهضيبى" بالإنجليز. وقد وقع على الوثيقة، بعد عشرة اجتماعات، كل من رئيس مجلس الوزراء، وقائد المخابرات، ورئيس المباحث الجنائية والعسكرية، ومدير المباحث العامة، والسيد شمس بدران، ثم وقع عليها بالاعتماد والموافقة، الرئيس جمال عبد الناصر. وأوضح "أبو زيد"، فى روايته، أن أبو العلا ماضى، رئيس حزب الوسط، ونائبه عصام سلطان، عرضا علىّ أن أكون من بين الهيئة العليا للحزب، ولم تمر أشهر حتى طلب منى "أبو العلا"، أن أنتقل إلى القاهرة، لأكون المدير التنفيذى للحزب، ولأساهم فى عملية تأسيسه وبنائه. وتابع "أبو زيد"، فى سرد روايته: أنه فى نهار من شهر يونيو 2008، كنت جالسًا على مكتبى بمقر حزب الوسط بشارع قصر العينى، بينما أغلق "أبو العلا ماضى"، باب مكتبه عليه، وقد استقبل ضيفًا لا أعرفه، وطالت الزيارة، ثم خرج الضيف، وودعه "أبو العلا" عند الباب، ثم عاد سريعًا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة، مشيرًا بيده قائلًا: تعال بسرعة، حيث ذهبت إليه، وأغلق الباب، ثم خاطبنى قائلًا: "قنبلة"، قلت: "ما الخبر؟". وكانت المفاجأة أنه أجابه "ماضى": هل تعلم من كان يزورنى؟ إنه المهندس "مراد جميل الزيات"، من قيادات نقابة المهندسين، وأحد الإخوان المتفتحين، وله انتقادات على أداء قيادات الإخوان، وكان مسجونًا فى عهد عبد الناصر، وخرج ضمن من خرج فى السبعينيات. ولم يمهلنى "ماضى" لأستفسر عن "القنبلة"، فواصل قائلًا: لقد أخبرنى المهندس مراد بقصة خطيرة، فبعد الإفراج عنه فى السبعينيات، سافر إلى أوروبا، والتقى القيادى الإخوانى "يوسف ندا"، وظل يحكى له ما عاناه الإخوان فى السجون، ثم ذكر ل"ندا"، ما نشره الشيخ الغزالى فى كتاب قذائف الحق عن "الوثيقة" التى أعدتها المخابرات واعتمدها عبد الناصر؛ للقضاء على الإخوان، فإذا بيوسف ندا يضحك حتى استلقى على ظهره، فخاطبه "الزيات" متعجبًا: "لمَ الضحك يا أخ يوسف؟"، فأجابه ندا فورًا، لأننى أنا من وضع هذه الوثيقة، لتشويه نظام الحكم الناصرى، فتساءل "الزيات": لكن هذه فبركة"، فأجابه "ندا" بثقة: "الحرب خدعة". وأكد فى سرده للمغالطات، أنه التقى الدكتور محمد سليم العوا، فى محاضرة ألقاها فى جمعية مصر للثقافة والحوار، بمكتبه القديم، وبعد نهاية المحاضرة، وقف "العوا" للكلام والدردشة مع مجموعة من قيادات الحزب، حيث أراد "أبو العلا ماضى"، أن ينقل له تلك القصة الخطيرة التي سمعها من "مراد الزيات"، عن وثيقة "ندا"، فبدأ بمحادثة الدكتور "العوا" بما سمع من مراد "الزيات"، فإذا ب"العوا" يقاطعه قائلًا: "نعم، هذه رواية حقيقية، وأنا أعلم بها من نحو أربعين سنة!!". وسرد "العوا"، بقية المفاجأة، بقوله: إن "الوثيقة" الأصلية التى كتبها يوسف ندا، موجودة عنده فى مكتبته، وأنه مكث هو والأستاذ حسن العشماوى، ليلة كاملة بمكتب الأخير بالكويت، يجهزان الرد الفقهى والشرعى بالأسانيد على يوسف ندا، والتأكيد على أن الافتراء والفبركة لا تجوز بأى حال من الأحوال.