قديما انتشرت مقولة "اصحى.. بابا جاب موز"، فالموز فاكهة يعشقها الأطفال، ولذا كانت حلمهم الذي يستحق الايقاظ من أجل تحقيقه، ولعل تلك المقولة تحولت في ظل التطور التكنولوجي إلى "اصحى بابا جاب تابلت!" ومن رأيي المتواضع.. أن الأطفال والمراهقين من المفترض ألا يكون لهم تابلت أو تليفون خاص بهم، فهم في سن لا يحميهم من مخاطر تلك الأجهزة التي من خلالها يستطيعون الوصول لأي شيء، ووصول أي شيء إليهم. ولعل الهاجس الذي كان يخافه الآباء تعرض الطفل لمناظر خارجة أو دخوله على مواقع إباحية، ولكن الموضوع الآن أصبح أكبر بكثييييير من مخاطر تلك المواقع الخبيثة، وبعيداً عما تخلفه هذه المواقع من تحطيم للنفسية وانهاءها على ما تبقى لديهم من أخلاق، ظهرت مخاطر "ألعاب الموت" مثل لعبة "الحوت الأزرق" و "لعبة مريم"، وهي ألعاب لها ضحايا بالعشرات في كل دولة حول العالم، وكأنها تسحر من يلعبها ولا تتركه إلا جثة هامدة. حذرت المدارس أولياء الأمور من تلك الألعاب وخاصة من يمتلك تليفون أو تابلت خاص، ودعت للانتباه لما يتعرضون له أبناءهم على تلك الأجهزة حرصا على أرواحهم. وأتساءل ما أهمية تلك الأجهزة لطفل أو مراهق؟ وما هي الفائدة من اشعال الكبريت ورميه على البنزين؟ هل ننتظر نتيجة من ذلك غير اشعال النيران؟ أرى أن من يدعوه عقله من باب "التفاخر" أو من باب "مسايرة الموضة" أن يشتري لطفله تلك الأجهزة فهو بذلك يقضى على عقله، وهو ما أكدته الدراسات الحديثة من أنها تقتل خلايا المخ، أو يريده بلا أخلاق مما يدفعه للفشل فلا ينتظر منه تحصيلا دراسيا، أو إنه يدفعه إلى الموت. ولا يعتقد أحد أن ابنه أو ابنته خارج نطاق الخطر فهو قد نصحه ووعاه بألا يلعب تلك الألعاب، فهو بذلك يخدع نفسه فتلك الألعاب انتشرت بين الشباب والأطفال عقب تسليط وسائل الإعلام الضوء عليها وهو ما خلق فضول لديهم لخوض تجربتهامن باب التحدي. وبكل بساطة لن يعرف الأب والأم بما يدور في خلد ابنائهم أو ما يحويه جهازهم لأنهم يستطيعون اخفاء ما يتعرضون له عنهم، وسوف يتم ذلك دون عناء فأفراد الأسرة كل في واديه بفضل الأجهزة التي امتلأت بها بيوتنا من تلفاز إلى لاب توب إلى تابلت إلى تليفون، فالكل بما فيهم الأب والأم، إلا من رحم ربي، يحني رقبته على جهازه يتابع جديد مواقع التواصل الاجتماعي أو يتابع برامج الطبخ ومسلسلات التفاهة على التلفاز أو أو ... يا له من واقع مخجل. الخلاصة يا سادة أننا كآباء وأمهات لابد وأن نكون قدوة لأبنائنا بعدم انخراطنا داخل هذه الأجهزة بكل ما نملك ونضيع أوقاتنا بما تحويه من ألعاب ومواقع اجتماعية وغيرها، فلنخرجها من حياتنا ليحل محلها تواصلنا مع أبنائنا؛ علينا بمصادقتهم، فنقوي معهم صلتنا بالله ونحسن من أنفسنا قبل أن ننصح أبنائنا، فالعيب فينا وليس فيهم. اللهم احفظ أبنائنا من كل سوء اللهم ردنا إلى ديننا الرد الجميل وأصرف عنا شياطين الإنس والجن. [email protected]