تسود حالة من الغموض حول هوية رئيس الوزراء القادم، وشكل الحكومة الجديدة، ومدى سيطرة الطابع الحزبى أو التكنوقراطى عليها فى ظل تعثر المحاولات مع عدد من المرشحين لشغل المنصب، ومن بينهم الدكتور محمد البرادعى، والدكتور حازم الببلاوى، وفاروق العقدة محافظ البنك المركزى، والدكتور حسام عيسى، والدكتور زياد بهاء الدين. وقالت مصادر مطلعة، إن الصعوبات التى يواجهها الدكتور محمد مرسى لتسمية رئيس الوزراء دفعته لمعاودة التفكير فى إمكانية بقاء حكومة الدكتور كمال الجنزورى فى إدارة البلاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته فى ظل صعوبة المشهد السياسى، وضعف إمكانية التوفيق بين القوى السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية كما وعد مرسى فى السابق . يأتى هذا فيما يقاوم الدكتور مرسى ضغوطًا شديدة من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة"، لفرض المهندس خيرت الشاطر كرئيس مجلس الوزراء، معتبرًا أن هذا الأمر ستكون له تداعيات مؤثرة على مصداقية الجماعة، فضلاً عن عن رفض القوى السياسية لهذه الخطوة واعتبارها تكريسًا لهيمنة "الإخوان" على المشهد السياسى، على خلاف تعهداتهم. وأكد السفير عبد الله الأشعل، المرشح السابق لمنصب رئيس الجمهورية، أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين يواجهان مأزقًا شديد الصعوبة يتمثل فى خسارة مصداقية الجماعة أمام الرأى فى حالة فرض رئيس وزراء إخوانى، وبين مطرقة وجود رئيس وزراء من خارجها قد يعرقل تنفيذ مشروع النهضة. مع هذا، استبعد مكانية وجود الشاطر على رأس الوزارة باعتبار أن هذه الخطوة ستخلق رأيًا عامًا يعتبر مرسى امتدادًا للجماعة وليس رئيسًا لكل المصريين، وتكريس استقلاله عن الجماعة وحزب الحرية والعدالة. واستنكر الأشعل بشدة سعى عدد من الشخصيات العامة لتسويق نفسها وطرح نفسها كمرشحين، والزعم بوجودهم ضمن بورصة المرشحين، مطالبًا بإفساح المجال أمام الرئيس لاختيار فريق معاون منسجم معه يسهل له مهامه الرئيسية. فى غضون ذلك، أبلغ المجلس العسكرى جماعة "الإخوان" عدم اعتراضه على تسمية الشاطر غير أنه اشترط ضرورة موافقة القوى والأحزاب السياسية على هذا الأمر، والعمل على إيجاد قبول شعبى للشاطر وتسويقه داخل الساحة السياسية. وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "العسكرى" طلب من الجماعة ضرورة تسويق السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى يتضمنها "مشروع النهضة"، والعمل على خلق رأى عام مؤيد لكون الشاطر السبيل الوحيد لتنفيذ المشروع النهضة، ونقل مصر نقلة نوعية وهو ما يمكن معه تسويق هذه الخطوة.