"هذا ما جناه أبي علي"، هذا ما ينطق على الكثير من أبناء المعارضين للسلطة الحالية الذين يدفعون ثمن مواقف انتماء آبائهم لأحزاب وحركات معارضة، من خلال التنكيل والانتقام منهم، إذ تعرض الكثير منهم للبطش والفصل من العمل، دونما جريمة اقترفوها. ابنة الشاطر الدكتورة سمية الشاطر، ابنة المهندس خيرت الشاطر، رجل الأعمال ونائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، كانت آخر الذين تم فصلهم من العمل، بسبب انتماء أسرتها ل"الإخوان". إذ قررت جامعة عين شمس، فصلها من منصبها كعضو هيئة تدريس بالجامعة، وبررت الدكتورة رقية شلبي، عميدة كلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس القرار بأنها "جاء بعد إدراج اسمها على قوائم الإرهاب، وأيضًا بناء على مخاطبة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الذي أرسل خطابًا لمجلس الجامعة بوضع نجلة القيادي الإخواني بقوائم الإرهاب". وعلقت رضوى الشاطر، شقيقة سمية، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلة: "في نفس اليوم اللي أصحى الفجر على رسالة من أكتر من طالبة يبعتوا الرسايل الجميلة دي وهما في إجازة ميعرفوش إن الدكتورة اللي بيشكروا فيها دي جالها تليفون بيقولها إحنا شئون هيئة التدريس آسفين جدا جه جواب بفصلك من التدريس في الكلية". وأضافت الشاطر: "مش مهم الكفاءة، مش مهم أن مفيش 2 بيختلفوا عليها علم وتميز وأخلاق وهو ده الإٍرهاب من وجهة نظرهم وبالسهولة دي نضيع تعب وتفوق 18 سنة بمكالمة تليفون من غير حتى إنذار أو تحقيق، لأن مفيش حاجة ماسكينها عليها غير الأدب والاحترام والتميز!! اللى هو بقى إرهاب دلوقتى". وتابعت: "الواحد كله فخر أنه على الحق وبيدافع عنه وكله ثقة في الله بس حزين من قلبه على ناس باعت ضميرها وخافوا على مناصب دنيوية زائلة أعانوا الظالمين على ظلمها ورغم أنهم أول ناس شهدت بأخلاق سمية خيرت الشاطر وتميزها إلا إنهم ضيعوا حقها بتخاذلهم وخوفهم وإصرارهم على الظلم بس هما هينسوا بس ربنا مش هينسى حقها وهتاخده بإْذن الله في الدنيا قبل الآخرة". شروق جنينة ومن قبل، تم فصل شروق جنينة، ابنة المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، من عضويتها بهيئة النيابة الإدارية، عقب عزل والدها من منصبه، بعد إدلائه بتصريحات إعلامية تفيد بأن حجم الفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة، وأبرزها مؤسسة الرئاسة ووزارتي الدفاع والداخلية، تخطى ال600 مليار جنيه. وقال المجلس الأعلى لهيئة النيابة الإدارية، الذي صدق حينها على القرار، إنه جاء بعد أن قامت ابنة جنينة بنشر صورة كاريكاتير مسيء للمستشار أحمد الزند وزير العدل، أثناء أزمته مع والدها، وإعلان دعمها لصفحة أحد المؤيدين للمستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة الأسبق والمحال للمعاش على خلفية الاتهامات الموجهة له ضمن قرار الإحالة باقتحام مقرات جهاز "أمن الدولة"، أثناء ثورة 25 يناير 2011. وكتبت شروق وقتها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، قائلة: "اليوم وأثناء تواجدي بعملي فوجئت باتصال من إدارة التفتيش بالنيابة الإدارية بطلب حضوري لإخطاري علماً بقرار السيد رئيس الجمهورية رقم 242 لسنة 2016 بفصلي من عملي دون إبداء أسباب وبغير الطريق التأديبي". وأضافت: "علمت بأن هناك بعض الشائعات تروج من خلال بعض المواقع بأن السبب في قرار فصلي يرجع إلى ارتكابي أخطاء فادحة في عملي وهو ادعاء كاذب وعارٍ تماماً عن الصحة بشهادة رؤسائي المباشرين". نجل شقيق مرسي ومن بين الذين فصلوا نتيجة انتماء أسرته لجماعة الإخوان، نجل شقيق الرئيس الأٍبق محمد مرسي، حيث قررت كلية الحقوق بجامعة الزقازيق بالشرقية، فصل الطالب محمد سعيد مرسي، نجل شقيق الرئيس السابق محمد مرسي، والطالب عبد الله رشدي نائب رئيس إتحاد الطلاب، لمدة عام دراسي كامل، وذلك بزعم تورطهم في أعمال عنف وشغب داخل الحرم الجامعي. نجل طلعت عفيفي محمد الغزالي، نجل الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف الأسبق، كان ضمن الذين تم فصلهم، بسبب انتماءات والده. إذ أصدر الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف، ومدير مديرية القاهرة، قرارًا بفصله، بسبب تجاوزه مدة الغياب القانونية، بجانب أنه تخلف عن العمل بالمسجد لأكثر من 3 أشهر، بدون إذن أو تصريح أو إجراء قانوني بذلك. أمين اسكندر، القيادي بتيار "الكرامة"، قال إن "ما يحدث حيال أبناء المعارضة وأقاربهم، يُعد مخالفة صريحة وواضحة للدستور والقانون"، مشيرًا إلى أن الانتقام من المعارضين، وصل إلى أسرهم، وأقارب أقارب أسرهم أيضًا، ما يؤكد أم الدولة صارت أصبحت تتعامل خارج إطار القانون. وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف اسكندر، أن "ذلك مثله مثل أفعال كثيرة يتم ممارستها خارج إطار الدستور والقانون، كالاختفاء القسري والقتل والمحاكمات العسكرية السريعة، مثل القبض على أم أو أخ أو والد أحد الأشخاص، عندما لم تجده الشرطة بمنزله أو لم تتمكن من القبض، فتلجأ لهذا الأسلوب، الذي يعد خارج إطار القانون".