تعرض الإعلامي عماد الدين أديب، عقب المقابلة التي أجراها مع الإرهابي عبد الرحيم المسماري، الناجي الوحيد من عملية تحرير الضابط محمد الحايس في هجوم الواحات الإرهابي، لموجة انتقادات واسعة من قبل خبراء إعلاميين، رأوا أن "الإرهابي"، تمكن من تحقيق الانتصار على محاوره. والمسماري وهو ليبي الجنسية، كشف خلال المقابلة عن كافة التفاصيل المتعلقة بالحادث، وكيف تم تنفيذه، وأيضًا عن الأفراد المنفذين، وأي الجماعات يتبع، لكن ظهوره أثار صدمة لدى كثير كم المشاهدين، بعدما رأوا أنه تفوق على أديب. وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة المعهد الدولي العالي للإعلام، إن "عدم الإعداد الجيد للحوار، وأيضًا عدم الاعتماد على متخصصين للرد، ترتب عليه خروج الحوار بشكل غير لائق، ولايرضي نسبة عالية من المشاهدين، بل وضع "الإرهابي" في موطن قوة، وليس العكس". وأضافت ل"المصريون": "الردود لدى "أديب" لم تكن حاضرة، ولم يُعد لها بشكل جيد، فضلًا عن أن الإرهابي كان يستند بشكل كبير في ردوده للآيات والمنطق، في حين إن محاوره كان يفتقد لذلك، ما جعله في موضع لا يحسد عليه". عميدة المعهد الدولي العالي للإعلام، أشارت إلى أن "مثل هذه اللقاءات لا تُعد انفرادًا، وأن الإرهابيين لا يُغيرون أفكارهم، عن طريق اللقاءات ومن الصعب حدوث ذلك، كما أنه من غير اللائق استضافتهم لطرح أفكارهم عبر منصات الإعلام". متفقًا معها في الرأي، قال إسلام الكتاتني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "أديب، لم يستطع تحقيق الهدف المرجو من لقائه مع الإرهابي الذي استضافه عبر برنامجه، فقد تمكن الأخير من فرض سيطرته على الحوار، وتحقيق الانتصار على أديب". وأضاف ل"المصريون": "الهدف كان عرض أفكار الإرهابيين ودحضها، والتأكيد على أن هؤلاء لا يستندون إلى معتقدات صحيحة وسليمة، وأن ما يقوموا به مخالف للشريعة والقران والسنة". وأوضح الكتاتني، أن "هناك عدة أسباب ساعدت على ذلك، إذ أن الثبات الانفعالي الذي تمتع به الإرهابي، مكنه من ترتيب حديثه وعرض أفكاره بأسلوب جيد، ما أدى إلى تعاطف نسبة كبيرة من المشاهدين معه، ذلك على الرغم من أن أديب يتمتع بتلك الميزة". ولفت إلى أن "عبدالرحيم، كان يستند للأدلة الشرعية الأحاديث والآيات؛ لتبرير ما قام به، وأيضًا اعتمد على المنطق، بينما لم يرد أديب، يرد بنفس المنطق والأدلة، ما نتج عنه خروج الحوار بهذا الشكل الرديء". ووصف الكتاتني، أسئلة أديب بأنها "كانت ساذجة إلى حد كبير، وقد ساعدت عبدالرحيم، على سحبه إلى ما يريد أن يقوله، وليس العكس"، متابعًا: "مثلاً عندما سأله عن أمريكا ورأيه فيها، رد عليه بأن أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين وهذا أمر معلوم للجميع، ورد منطقي، ولا يستطيع أحد لومه عليه". وأشار إلى أن "أديب كان عليها التحضير أكثر من ذلك للحوار، وإعداد أسئلته بشكل أكثر عمق، كذلك كان من الواجب الاعتماد على الآيات والنصوص الدينية، في الردود". ورأى الباحث في الحركات الإسلامية أن "أديب كان همه تحقيق الشو الإعلامي، والحصول على الانفراد، وكان من الأفضل تحقيق ذلك مع الحصول على معلومات من الإرهابي، لكن لم يتحقق". وفي اليوم التالي من إجراء الحوار، أمر المستشار نبيل صادق النائب العام، بحبس المسماري لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، في قضية اتهامه بالاشتراك في ارتكاب الجريمة الإرهابية التي وقعت بمنطقة الواحات البحرية، والتي راح ضحيتها عدد من ضباط وأفراد الشرطة. كما أمر النائب العام بحبس 14 متهمًا آخرين من المرتبطين بالتنظيم الإرهابي الذي ارتكب جريمة الواحات، لمدة 15 يومًا احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تباشرها النيابة. ووقع في أكتوبر الماضي، اشتباكات بين عناصر مسلحة وقوات الشرطة في منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات، أسفرت في النهاية عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين –بحسب بيان وزارة الداخلية.