وصلات رقص حتى الصباح.. سهر إجبارى للجيران.. وخارجون على القانون والعاطلون ومسجلون خطرأشهر المعازيم شادر بداخله كل أنواع الفساد والإجرام التى تستمر لساعات متأخرة من الليل مواطنون: هذه الأفراح خطر يهدد الأطفال والشباب خبراء أمن: لابد من وجود تصاريح من أقسام الشرطة لهذه الأفراح "إحنا نبطشية بس صنايعية".. تلك كانت أبرز العبارات التى رددها الفنان ماجد الكدوانى فى فيلمه الشهير "الفرح" والذى كان يقوم بدور "النبطشي", الذى يذكر أسماء المعازيم للحصول على النقطة. فبعد أن انتقلت الأفراح من القاعات والفنادق إلى الشوارع والطرقات، أصبح هوس الأفراح الشعبية، ظاهرة تحولت إلى أوكار للجنس والمخدرات، ومن أبرز روادها الخارجون على القانون وعاطلون ومسجلون خطر، قانونها البلطجة وصوت السلاح النارى. بداخل تلك الأفراح، أشخاص حضرت للمجاملة فأطلقت الأعيرة النارية حصدت الأرواح، مع وجود وليمة حافلة بكل أنواع المخدرات مع فقرة إباحية مبتكرة لتحفيز المدعوين من محبى الإباحة، فى ظل وجود راقصة لولبية تحمل من الشحم أطنانًا وأطنانًا، تراود الحضور المغيبين عن أنفسهم بإيحاءات وإيماءات مبتذلة من أجل استنزاف الجيوب لالتهام "النقطة". مكبرات الصوت يخرج منها ضجيج يشتكى ربه من سوء ما يغنى به، من طلاسم وعويل ونواح فى دعوة لتصرفات غير مسئولة، كهارب وزينة بلا رقيب وأرض تفترشها النشارة "التى ستتحول بعد ساعات لمقلب قمامة للجميع"، فى صوان كبير أحاط الجهات الأربع وأغلق المنافذ الرئيسية وأعاق حركة المارة وأصابها بالشلل. شادر بداخله كل أنواع الفساد والإجرام، الذى يدوم لساعات متأخرة من الليل، مشهد يتكرر كثيرًا بين أروقة وأزقة وحارات المناطق الشعبية التى تفضل الأفراح الشعبية على غيرها من الأفراح حتى مع يسر الحال. فإذا كنت من مدمنى المخدرات ولم تجد فى جيبك ما يكفى لشراء جرعة الكيف اليومية، وإذا كنت من مهاويس اللحم الأبيض الرخيص، وتأمل فى قضاء ليلة حمراء مجانية، أو إذا كنت ممن يحلمون بمشاهدة أكبر تجمع لمشاهير البلطجة والمسجلين خطر الأمر بسيط وسهل لكل أصحاب الأمزجة المختلفة فقط ابحث عن الأفراح الشعبية. فى هذا التقرير ترصد "المصريون"، أبرز المخالفات التى توجد بالأفراح الشعبية، من تعاطى مخدرات وإيواء مجرمين وغيرهما من المواقف الخادشة للحياء, مناشدة الأجهزة الأمنية مداهمة تلك الأوكار والقبض على مروجى المواد المخدرة بتلك الأفراح. المخدرات فى تلك الأفراح تأتى رائحة مخدر البانجو من كل مكان، مختلطة بدخان الحشيش المتصاعد من بعض المقاعد الملتفة فى دوائر صغيرة وسط الشارع, مع وجود زجاجات البيرة المنتشرة بين أيدى الجالسين أو الموجودة فوق الكراسى والترابيزات, فى منتصف تلك الدوائر. بأنصاف آذانهم يستمع الجالسون إلى حديث زملاء الجلسة، وبأنصاف آذانهم الأخرى يستمعون إلى ما يدور على المسرح الخشبى من غناء أو تحيات توجه لأهل العريس والعروسة أو للمعازيم، منطلقة من مكبرات الصوت المنتشرة فى غير مكان. أشخاص يجلسون يشربون البيرة ويرمون أعقاب السجائر أرضاً، فيما الشباب ينظرون والرغبة تتدلى من أعناقهم إلى الراقصات، ويستمر صدى الأسماء متردداً فى المكان. أفراح شعبية تحتاج إلى مداهمة أمنية، وتستدعى الحبس لكل من يحضرها، حيث تنتشر المخدرات بشكل مرعب وأمام الجميع "على عينك يا تاجر" ما يعرض سكان المنطقة ونساءها لممارسات غير مسئولة من الشباب السكران، ناهيك عن الإشارات والألفاظ الخارجة والتحرشات التى تحدث بين البنات والشباب. وصلات رقص إباحية للصباح تشهد تلك الأفراح الشعبية، التى يقوم أصحابها على جلب الراقصات والمواد المخدرة والمشروبات المسكرة، سهرًا للعاطلين ومتعاطى المخدرات على أنغام وصلات الرقص "الإباحية " مع راقصات أشبه بالعاريات، الذين يستقطبن الشباب نحوهن فتتحول بعض الأفراح إلى خناقات بسبب الساقطات، وقد ينتج عنها إصابات بأعيرة نارية فى بعض الأوقات. بملابس خادشة للحياء، تصعد الراقصات إلى المنصة وسط الشارع ووسط عشرات ممن ذهبت عقولهم مع ما تناولوه من المواد المخدرة، لتبدأ وصلة من الهرج والمرج فى المكان، لا يتحكم فيها أحد، حيث لا يراقب منظم الفرح سوى حقيبة الأموال التى يضع حولها كلاب حراسة لمنع أى شخص من الاقتراب. تحاول تلك الراقصات استقطاب الشباب، بإيحاءات مختلفة قد تصل إلى الإيحاءات الجنسية وذلك للم أكبر عدد من النقود والتى تُسمى فى تلك الأفراح ب" النقطة"، وبعض الشباب يصر على وضع تلك النقود فى صدر "الراقصة". بينما يتوزع على الفرح بائعو الترمس واللب والسوداني، فضلًا على متعهد الخمور الذى يقوم بتوزيعها على الطاولات، والذين يبقى وجودهم أيضًا مشروطًا بتقاسم نسبة الأرباح مع المنظم. ومع قرب انتهاء الفرح، يتجه الحضور للانسحاب رويدًا رويدًا بعدما أدوا المطلوب، وسددوا الدين، وتبدو الطاولات الخالية أشبه بأرض معركة تبارى أعضاؤها فى استخدام كل أنواع الكيف قبل أن تذهب أدمغتهم، ويقرروا الرحيل متكئين كل على الآخر. تتحول هذه الأفراح إلى صداع، يُقلق المرضى والسكان فى بيوتهم، حيث مكبرات الصوت، وأنغام الموسيقى الشعبية التى يتفاعل معها الحاضرون،إضافة إلى وصلات الرقص المثير بين الشباب والفتيات، وأصحاب العروسين ولم يراع القائمون عليها شعور المواطنين الذين يسكنون فى منطقة "الفرح" فقد يكون من بينهم مرضى. قطع الطريق العام وسرقة الكهرباء فى تلك الأفراح الشعبية، تتم إقامة سرادق كبير من الصوان، ويتوسط الطريق سرادق يحمل بين حناياه كل أنواع الفساد والإجرام، التى تدوم لساعات متأخرة من الليل, وأضواء مبهرة وأفرع زينة تمتد بطول عشرات الأمتار وصولاً إلى مقر الفرح كأنها خلية نحل لا تهدأ. رجال كل منهم له دوره، فالبعض يستقبلون الضيوف، وآخرون يرحبون بهم ويصطحبونهم لموائدهم، التى تستقبلهم بكل أنواع المخدرات والخمور، معظم المعازيم من المسجلين والبلطجة، يدخلون الحفل شاهرين أسلحتهم النارية، يطلقون الرصاص بشكل هستيرى "واجب المضيف". الرؤية داخل تلك السرادق ضبابية، نتيجة سحب الدخان الأزرق الكثيف المتصاعدة. فإذا كنت من الضيوف المحظوظين أو المهمين، ستجد مكانًا مميزًا تحت المسرح مباشرة، يوفر لكى زاوية رؤية تمكنك من الاستمتاع بالنظر إلى راقصة عارية تحمل أطنانًا من اللحم تهتز بشكل مبتذ لإغراء الضيوف. ومن غرائب الدنيا، أن تجد فى نهاية الشارع الذى يشهد فرحًا كبيرًا به راقصات ومراسم غناء، مأتم وحالة عزاء لآخرين من سكان الشارع نفسه دون مراعاة لأهل الميت. طلق نارى ينهى حياة طفل على المسرح لقى طفل مصرعه برصاصة طائشة خرجت من بندقية كان يحملها أحد المدعوّين بحفل زفاف بمحافظة كفر الشيخ. وكشف فيديو للواقعة قيام شاب من المدعوين باعتلاء المسرح، حيث حاول تحية العروسين بإطلاق النار، فخرجت رصاصة طائشة منه صوب طفل يقف أمامه ليخر صريعًا على الفور، فى مدينة الحامولى بكفر الشيخ. مواطن: تلك الأفراح خطر يهدد الأطفال والشباب قال "السيد, ع"، أحد سكان القاهرة ألكبري, أن هذه الأفراح خطر على الشباب، حيث إنها تستقطب الشباب الذين يتعاطون المخدرات بأنواعها وتتحول تلك الأفراح لساحة لتوزيع المخدرات مجاملة لبعضهم البعض. وأشار السيد, إلى أن هناك حالات تحرش تحدث بالفتيات فى الأفراح، إضافة إلى الصداع الذى يسكن رؤوسنا لأيام عديدة بعد انتهاء الأفراح. وأشار السيد، إلى أنه يجب حظر إقامة تلك الأفراح الخادشة للحياء فى الشوارع، خاصة فى القرى الأكثر شيوعًا حيث يعتمد أهلها على "أللمه"وتتحول الأفراح فى القرى إلى إغلاق الشوارع وإعاقة حركة المارة وحدوث مشاجرات بين الشباب أما على معاكسة الفتيات أو الراقصات. ومن جانبه قال اللواء محمد نورالدين الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق, إنه من المفروض أن يتم عمل تصاريح لإقامة تلك الأفراح خاصة وأنها يوجد بها مخالفات كثيرة مثل مكبرات الصوت ووجود مخدرات وغيرها من الأشياء المخالفة. وأضاف نور الدين ل"المصريون"، أنه قبل إقامة تلك الأفراح يتم التنبيه على صاحب الفراشة والصوان "مكبرات الصوت" كما يتم التنبيه على صاحب الفرح نفسه بعدم السماح بوجود مخدرات وغيرها من الأشياء المسكرة, موضحاً أن ضابط القسم يقوم بالمرور على تلك الفرح ولكن الضابط لا يكون معه القوى لمداهمة الفرح لذلك الضابط يتراجع خوفاً على الأرواح التى تكون معه. وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق, أن كل الأشخاص الموجودين داخل الفرح مغيبون عن الوعى نتيجة المشروبات وتعاطى المخدرات فمن الممكن عند حدوث اصطدام بين الضابط وأصحاب الفرح، يتم إطلاق نار من شخص غير فاقد الوعى لذلك الضابط يتراجع عن مداهمة الفرح لأن التصدى له خسارة, كما يوجد بعض الضباط يغضون بصرهم عن تلك الأفراح. وأشار نور الدين، إلى أن تلك الأفراح تتدخل فيها المجاملة والواسطة حتى لا يتم عمل محضر لصاحب الفرح المخالف, كما يتم التحايل على ضابط الشرطة أيضًا عند عمل محضر وإيهام الضابط بأن تلك الفرح لبنت يتيمة. ونوه نور الدين، إلى أن بدلة الراقصة لها مواصفات، ويجب أن تكون البدلة ساترة للعورة وإذا كانت غير ذالك يتم تصويرها وعمل محضر لها عن طريق مباحث الآداب. من جانبه قال العميد محمود القطرى الخبير الأمنى, إن تلك الأفراح لا تقام إلا بدون تصريح من القسم التابع له المنطقة, وهذا ما كان يتم فعله قبل ثورة يناير, ولكن مع حدوث الانفلات الأمنى بعد ثورة يناير وأصبحت تلك الأفراح تقام بدون استخراج تصريح. وأضاف القطرى فى تصريح ل"المصريون"، أن الأمن أصبح غير متفرغ لتلك الأفراح نظراً لملاحقة الإرهاب والمخاطر المختلفة التى تعبث بأمن البلاد, بجانب تكدس أقسامة الشرطة بالبلاغات خاصة وان هناك بلاغات كاذبة فلذلك أصبح رجال الشرطة لا يهتمون بتلك الأفراح. وتابع الخبير الأمني, أن الأجهزة الأمنية تتقاضى عن مداهمة تلك الأفراح رغم علم أجهزة الشرطة بوجود العديد من البلطجية وتجار المخدرات حتى لا يحدث تصادم مع أصحاب الفرح وإفساد فرحة القائمين على تلك الفرح بجانب تدخل الواسطة لدى ضباط المباحث لإقامة تلك الأفراح. وأشار القطرى، إلى أن بدلة الرقص لابد من أن تكون حشمة وفيها شيء من الوقار وأن القانون حدد البدلة التى ترديها الراقصة حتى لا تكون خادشة للحياء, موضحًا عندما تكون البدلة، التى ترتديها الراقصة مثيرة وغير مطابقة للمواصفات التى حددها القانون يتم عمل محضر للراقصة بالتحريض على الفسق وارتكاب فعل فاضح.