أثار الهجوم الذي شنّته الكاتبة الصحفية, فريدة الشوباشي على العلامة الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي, استياءً كبيرًا في الأوساط الشعبية والدينية المصرية, خاصةً لما يمثله, من تراث فكري وديني كبير متعلق بأذهان المصريين والعرب بشكل عام, والذي يوصف بأنه "إمام الدعاة", ويعد الأبرز بين الدعاة في مصر خلال القرن العشرين. الشوباشي لم تتحدث فقط عن الناحية الدينية للشيخ الشعراوي, وإنما اتهمته بالخيانة؛ بسبب مواقفه من هزيمة مصر إبان حرب 1967, واعتبرت أن سجدته لله للشكر بهزيمة مصر أمام إسرائيل وقتها تؤكد أن "تفكيره عقيم", وتناولت الرئيس الراحل أنور السادات بالشتم؛ بسبب إتاحته الفرصة له للظهور الإعلامي, والسيطرة على الخطاب الديني في ذلك الوقت. هجوم الشوباشي على الشعراوي, لم يكن الأول, وإنما سبقها إليه الإعلامي مفيد فوزي, الذي اعتبر الشيخ الشعراوي "سببًا في دخول الفكر المتطرف إلى مصر", واتهمه بأنه السبب الرئيسي في اعتزال الكثير من الفنانات وارتدائهن الحجاب, وطالب خلال اللقاءات التليفزيونية بمنع إذاعة أحاديث التي تذيعها الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري منذ الثمانينيات من القرن الماضي. كما طاله هجوم الكاتب الصحفي, إبراهيم عيسى, الذي اشتهر عنه في بداية حياته الصحفية الهجوم الدائم على شخصه، واتهمه في أحد لقاءاته التليفزيونية, بأنه كان "منافقًا" للسلطة, ويقصد بها الرئيس الأسبق حسني مبارك, منتقدًا عدم إدلائه بأي تصريحات خاصة بالوضع في مصر إبان حكم الرئيس الأسبق, خاصة في ظل الفساد السياسي الكبير الذي كان موجودًا في مصر. هجوم البعض على الشعراوي, أو كما يفضّل أن يسميه المصريون "إمام الدعاة", لا ينتقص من قدره, ولكنه بدرجة أقل يمثل صدمة للكثيرين, والذين يعتبرونه من المجددين في الفكر الإسلامي, وأحد أهم الدعاة المسلمين الذين ساعدوا في نقل التراث, ولا يزال من خلال أحاديثه وتفسيره للقرآن الكريم متربعًا على قمة عرش الدعاة الذين يستمع لهم الشباب في مصر والمنطقة العربية. ووصف الدكتور طه أبو كريشة, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر, الهجوم عل الشيخ الشعراوي, بأنها "تصرف ساقط من الدرجة الأولى, ومحاولة من البعض لإثارة الفتن والتهجم على الرموز التي لا خلاف عليها, في محاولة منهم للظهور الإعلامي وأخذ حيز ليس لهم حق فيه". وأضاف أبو كريشة في تصريح إلى "المصريون": "أننا نعيش في زمن باطل, ولا يمكن للأزهر أن يرد على انتقاد علماء, راسخين في تكوين الأمة بفكرهم وثقافتهم وعقليتهم التي ساهمت في البناء الثقافي والفكري للمجتمع المصري والإسلامي بشكل عام, باعتبار أن هؤلاء العلماء ليسوا في حاجة للدفاع عنهم, وإنما يرد عنهم علمهم وتاريخهم الكبير". فيما وصف الدكتور أحمد خليفة الشرقاوي, أستاذ الشريعة والفقه بجامعة الأزهر، كلَّ مَن يستهزئ ويتعدى على سيرة الإمام الشعراوي, بأنهم "شواذٌ للفكر, وأصحاب فكر ظلامي وليس تنويريًا كما يزعمون". وقال إن "الشيخ متولي الشعراوي كان له دور في تشكيل وعي المصريين والعرب، ولو لم يكن مسلمًا من الأساس؛ بسبب خلقه في عرض التراث الديني والثقافي في الدين الإسلامي على مدار عقود". وأضاف ل"المصريون": "شواذ اليوم أصبحوا يتطاولون على العالم الجليل, متولي الشعراوي, وهو ما يمثل خروجًا عن الواقع والصحيح, ومن المفترض ألا يتم إهانة الرموز والعلماء الذين شهد لهم العالم أجمع بعلمهم وحكمتهم, والتي لا يمكن لمن يطلقون على أنفسهم تنويريين بأن يصلوا إلى عشرها".