تأليف: جيمس واترسون ترجمة: يعقوب عبد الرحمن الناشر: المركز القومي للترجمة هذا هو الكتاب الثاني للمؤلف "جيمس واترسون"، عن حقبة الحروب الصليبية التي تم شنها على العالم الإسلامي تحت ستار الدين، وهو الكتاب الذي يغطي الفترة التاريخية التي سبقت الحقبة التي قام بتغطيته كتابه السابق "فرسان الإسلام وحروب المماليك"، والذي نُشر أيضًا عن طريق المركز القومي للترجمة". ويحكي "تيري جونز" في مقدمته الشيقة عن موضوع هذا الكتاب وعن المسكوت عنه في سياسة الغرب بصفة عامة والولايات المتحدةالأمريكية بصفة خاصة تجاه العرب والمسلمين في العصر الحالي فيقول: "ونحن نعرف كيف مضى الأمر حينما اتخذنا صدام حسين عدوًا، وفي المستقبل القريب يمكن أن تبحث صناعة السلاح المستقبلية في إحلال الإسلام محل الشيوعية، وذلك للتيقن من إبقاء الصناعة على قيد الحياة". "وقد أصبح ما يُطلق عليه "الحرب على الإرهاب" هو طوق النجاة للصناعات العسكرية، ولم يذكر أي من المعلقين تلك المصادفة المُرتبة على أن يقوم التطرف الإسلامي بملء الفراغ الذي تركته الشيوعية، ولم يذكروا أيضًا كيف أن هذا الاستبدال المريح لابد وأنه قد قوبل بالارتياح التام في دوائر صناعة الأسلحة، والتي هي كما افترض كانت تنكب سرًا وبدأب ومنذ عام 1990 من أجل أن تقوم بصب المزيد من الزيت على الخلاف المستعر بين الغرب والإسلام". بدأت الحرب الصليبية الأولى بعد موعظة البابا أوربان الثاني التي عقدها في وسط فرنسا في نوفمبر عام 1095م، وألقى البابا موعظة مليئة بالعواطف في حشد كبير من النبلاء ورجال الدين في فرنسا ودعا الحضور إلى انتزاع السيطرة على القدس من أيدي المسلمين فقال: "إن فرنسا قد اكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبًا وعسلا، وتحدث عن مشاكل العنف بين الفرسان النبلاء، وأن الحل لذلك هو تحويل السيف لخدمة الرب، وصاح صيحته الشهيرة: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانًا، وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء. وكان محو الخطايا مقدمًا لكل من يموت في أثناء الحروب الصليبية بما عُرف بصكوك الغفران، وامتدت هذه الصكوك لتشمل كل من يشارك في الغزوات ضد مصر وشمال إفريقيا، وهاجت جموع الحاضرين وهي تصرخ بحماس شديد: "إنها إرادة الرب"! ومخطئ تمامًا من يعتقد أن أحداث هذا الكتاب ليس لها علاقة بالأحداث التي تجري اليوم في العالم العربي والإسلامي، وكما يقول المؤلف المُنصف في الفصل الأخير: "فإنها وثيقة الصلة بها إن لم تكن بسببها أو امتدادًا لها". وبينما كان البابا في أوروبا هو الذي يمنح صكوك الغفران للمشاركين في الحروب الصليبية في العصور الوسطى، فإن واشنطون هي التي تمنح صكوك الغفران في عصرنا الحالي سواء للمشاركين من دول الغرب أو لمن يحذو حذوهم من حمقى الحكام العرب فيما تطلق عليه خداعًا بالحرب على الإرهاب. ولم يصبح اللصوص فرسانًا كما كان يدعو البابا، بل أصبحوا لصوصًا وقتلة". وفي نهاية المطاف يطيب لنا أن نصطحب جيمس واترسون مرة أخرى في حقبة تاريخية أخرى من حقب العصور الوسطى لنستخلص الدروس والعبر من أحداثها.