تعهدات مرسى تشبه شعار حملته "النهضة إرادة شعب"، وتهديدات شفيق تشبه شعار حملته أيضًا " الأفعال لا الأقوال!"، وهو شعار صحيح ودقيق فقد خَبِر المصريون أفعال النظام الذى ينتمى إليه شفيق على مدار ثلاثين عامًا، حيث كانت أفعالا مجللة بالخذلان والتراجع على كل المستويات. مرسى يتعهد بأن يقود مصر وطنًا وشعبًا إلى المستقبل الرحب، من خلال مجلس رئاسى تتشارك فيه خيرة العقول المصرية، من كل التيارات والشرائح معلنًا انتهاء زمن "السوبر مان". وشفيق يهدد بأن ما حدث فى العباسية كان مجرد "بروفة" يمكن تنفيذها مع الرافضين له أو الكارهين للنظام الذى ينطق باسمه ويمثله، وقد خالط لحمه ودمه بالدرجة التى تجعله لا يستطيع أن يخرج من عباءته فيشيد به فى أكثر من مناسبة، ويعلن أكثر من مرة أن مبارك سيظل قدوته إلى الأبد! مرسى لديه برنامج ناهض واضح ومحدد الملامح، يتحدث بلغة جديدة وبأحلام ليست مستحيلة، وبآمال واقعية بعيدة عن الأحلام المهلكة. وشفيق لا يبارح الحديث عن استعادة الأمن فى 24 ساعة، فهو لديه فيما يبدو "زر" الحركة و"زر" التوقف للفوضى متى ما شاء أطلقها ومتى شاء أوقفها، ونحن نتساءل لماذا تركنا فى هذا الخوف وهذه الفوضى طيلة الفترة التى تولى فيها رئاسة الحكومة، ما دامت لديه القدرة على الضبط والربط فى 24 ساعة فقط؟! مرسى يخاطب الشباب مؤملاً فيهم خير مصر والمصريين، ويدعوهم لحماية ثورتهم والنهضة ببلادهم وبذل الغالى والنفيس للتقدم بها، ويمد يده للجميع دون استثناء. وشفيق يهدد ويؤكد عودة مصر كما كانت قبل الثورة! ويبدو أنه يقصد ما يقول، فقد قال سابقًا: إنه مستعد لاستقبال الشباب وتقديم البنبونى لهم! الذين يبالغون فى طلب التعهدات والضمانات من الدكتور مرسى، لم يكلفوا أنفسهم بالنظر بعين الجدية فى تهديدات الفريق أحمد شفيق، وهو الذى هدد باستخدام الجيش والعنف ضد المعارضين، وهو تهديد لم يلجأ إليه الرئيس المخلوع حسنى مبارك!! إن هؤلاء الذين يكيلون الاتهامات، ويطالبون بالمزيد من الضمانات والتعهدات غير المبررة لا يحركهم سوى الخوف من شىء مجهول، هلامى، خرافى.. لا وجود له إلا فى عقولهم التى اعتادت الهجوم والاستبداد بالرأى وإقصاء الآخر على الرغم من تشدقهم ليلا نهارًا بنداءات الديمقراطية والحرية والمواطنة.. إلخ فى ذات الوقت، لم يطلب هؤلاء أنفسهم من شفيق أى ضمانات.. ولا حتى واحدة!! وكأنما تحوّل شفيق إلى ملاك مُجٌََّنحٌ بالطيبة والصلاح، على الرغم مما هو معروف عنه وعن تاريخه الأسود المشين منذ بداية رحلته مع السلطة واستغلاله لكل المناصب التى احتلّها نتيجة لولائه التام والأعمى ل "سيده المخلوع وعائلته"، علاوة على تصريحاته المخزية.. هل يفرح هؤلاء (الفلول) حينما يجرّوُن مصر للوراء ويصوِّتون له رئيسًا بعدما رفضه الشرفاء رئيسًا للحكومة فى ذروة الثورة التى اشتعلت بدماء شهدائنا الأبرار؟! أخشى هذا.. فتصدوا لهم أيها الشرفاء.