تحتفل منظمة الصحة العالمية بعد غد باليوم العالمى للامتناع عن التدخين بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطى التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه، ويمثل تعاطى التبغ ثانى أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمى بعد ارتفاع ضغط الدم ، فهو يقف حاليا وراء عشر الوفيات التى تسجل في أوساط البالغين فى مختلف انحاء العالم . وأقرت منظمةالصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم فى عام 1987 للفت انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة، ويتيح هذا اليوم فرصة سانحة لإبراز رسائل محددة ترمى إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والجدير بالذكر أن التبغ يأتى فى مقدمة ما يمكن تجنبه من الأوبئة التي تواجهها الأوساط الصحية. واختارت منظمة الصحة العالمية "تدخل دوائر صناعة التبغ" موضوعا لليوم العالمى للامتناع عن التدخين هذا العام ، وستركز الحملة على ضرورة فضح ومجابهة ما تقوم به دوائر صناعة التبغ من محاولات متزايدة من أجل تقويض اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ وذلك بسبب الخطر الكبير الذى تشكله تلك المحاولات على الصحة . وفى الوقت ذاته تتواصل- فى مناطق أخرى- محاولات دوائر صناعة التبغ التى تهدف الى تقويض المعاهدة، لاسيما ما يتصل بالمحاولات التى تقوم بها البلدان من أجل فرض حظر على التدخين في الأماكن العامة المغلقة وعلى الإعلان عنه والترويج له ورعايته. وسيسهم اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2012 في توعية راسمى السياسات وعامة الناس بالسياسات الضارة التى تتبعها دوائر صناعة التبغ. وسيكون موضوع هذا العام أيضا متفقا مع نص وروح اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ ، فمقدمة المعاهدة "تعترف "بضرورة التيقظ لأى جهود تبذلها دوائر صناعة التبغ لكى تقوض أو تخرب جهود المكافحة، وضرورة التعرف على أنشطة دوائر صناعة التبغ ذات الأثر السلبي على جهود مكافحة التبغ". وبالإضافة إلى ذلك تنص المادة 5-3 من المعاهدة على ما يلي: "تتصرف الأطراف، عند وضع وتنفيذ سياساتها في مجال الصحة العمومية، فيما يتعلق بمكافحة التبغ،على نحو يكفل حماية هذه السياسات من المصالح التجارية وأية مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ، وفقا للقانون الوطنى ". كما تنص المبادىء التوجيهية الخاصة بتنفيذ المادة 5-3 على توصية الأطراف بالعمل على " إذكاء الوعي بشأن تدخل دوائر صناعة التبغ في سياسات الأطراف في مجال مكافحة التبغ". وفى اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2012، وطيلة العام الذي سيليه، ستحث منظمة الصحة العالمية البلدان على وضع محاربة تدخل دوائر صناعة التبغ فى صميم الجهود التى تبذلها من أجل مكافحة وباء التبغ العالمى . ووفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية يمثل تعاطى التبغ أحد أهم أسباب الوفاة التي يمكن الوقاية منها، ويودى وباء التبغ العالمى بحياة نحو 6 ملايين نسمة كل عام، منهم أكثر من 000 600 نسمة ممن يموتون نتيجة التعرض لدخان التبغ غير المباشر ، وسيحصد هذا الوباء- إذا لم تتخذ أية إجراءات لوقفه- أرواح 8 ملايين نسمة بحلول عام 2030، منهم أكثر من 80% من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ومن الملاحظ، مع تزايد عدد البلدان التى تسعى إلى الوفاء على نحو كامل بالتزاماتها بموجب اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، أن دوائر صناعة التبغ تضاعف الجهود من أجل تقويض المعاهدة . فعلى سبيل المثال قامت تلك الدوائر، مؤخرا وفى محاولة منها لمنع اعتماد وضع التحذيرات الصحية المصورة على أغلفة التبغ، بانتهاج السياسة الجديدة المتمثلة فى مقاضاة البلدان المرتبطة بمعاهدات استثمار ثنائية، زاعمة في ذلك أن التحذيرات تقف فى وجه محاولات الشركات استعمال علاماتها المسجلة قانونا . ومنذ 1988 قدمت منظمة الصحة العالمية أكثر من جائزة في اليوم العالمي لمكافحة التدخين إلى منظمات وأشخاص قدموا إسهامات استثنائية وفعالة بغرض مكافحة التدخين ،وقامت 192 دولة من الدول الأعضاء فى منظمة الصحة العالمية بالتوقيع على اتفاقية تم إعدادها منذ عام 2003 والتى تعد المحاولة الأولى للمنظمة لإصدار اتفاقية بهذا الشأن ترسخ قواعد عالمية لعدد من الأنشطة التى تشتمل -على سبيل المثال - تسويق منتجات التبغ والإعلان عنها وترويجها ، وتلزم الاتفاقية الحكومات بالعمل على حماية غير المدخنين من التعرض البيئى لدخان السجائر فى الأماكن العامة ، كما تدعو إلى زيادة الضرائب على منتجات التبغ والسجائر، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ فى عام 2005 بعد حصولها على 40 تصديقا من الدول المختلفة ومنهم مصر، وتشير البيانات والإحصائيات العالمية إلى أنه فى الفترة من عام 1950 إلى عام 2000 تسببت عادة التدخين فى مقتل 60 مليون شخص بالدول المتقدمة - أى أكثر من وفيات الحرب العالمية الثانية . و في 31 مايو 2008 دعت المنظمة الدولية لحظر تام ونهائى على إعلانات السجائر، حيث قالت المنظمة ان الدراسات أثبتت أن هناك علاقة قوية بين إعلانات منتجات التبغ والسجائر وبين بداية عادة التدخين . والتبغ هو أيضا رابع العوامل التى تؤدى إلى الإصابة بالأمراض في جميع أنحاء العالم أما التكاليف الاقتصادية المرتبطة بتعاطى التبغ فتخلف آثارا مدمرة ، ذلك أن التبغ يتسبب- بالإضافة إلى التكاليف الصحية العمومية الباهظة المتصلة بعلاج الأمراض الناجمة عنه- فى وفاة الناس عندما تبلغ قدرتهم الإنتاجية أوجها وهو يحرم الأسر بالتالى من معيليها والدول من قواها العاملة. ويؤكد الاطباء أيضا أن إنتاجية العاملين من متعاطي التبغ تقل عن إنتاجية غيرهم من العاملين بسبب تعرضهم للأمراض أكثر من غيرهم. وهناك صلات وثيقة بين التبغ والفقر، فقد بينت دراسات عديدة أن أشد الأسر فقرا فى بعض البلدان المنخفضة الدخل تخصص نحو 10% من مجمل نفقاتها لشراء التبغ، مما يعني أنه لا يبقى لتلك الأسر إلا القليل لتنفقه على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. ويؤدى التبغ - بجانب آثاره الصحية المباشرة- إلى سوء التغذية والمزيد من التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية وإلى الوفاة في سن مبكرة، كما أنه يسهم في زيادة نسبة الأمية، إذ هو يستأثر بالأموال التى كان بالإمكان استخدامها لأغراض التعليم . وتدخين التبغ عادة قديمة جدا وتشير الدراسات الى انها نشأت في بلاد الشرق الاقصى بدء بالصين ومنغوليا ثم اتجهت غربا الى بلاد فارس ثم انتقلت الى تركيا وايضا كانت عادة التدخين منتشرة لدى قبائل الهنود الحمر) وفي نهايات القرن الماضى كان العالم النفسى سيجموند فرويد من مدمني السيجار الذي ادى الى اصابته بسرطان الفم ، ومع بداية القرن العشرين اصبحت عاده التدخين ظاهرة اقرتها الكثير من الدول وانتشرت انتشارا واسعا في عالمنا المعاصر وتدخين السجائر حاليه يعتبر وباء في الرجال ثم امتد الى النساء وكذلك الشباب والفتيات بل والاطفال . ويذكر الاطباء ان لفافة التبغ تحترق الى اخرها بعد اشعالها حتى ولو تركت دون استعمال ، ويرجع السبب في ذلك الى وجود عناصر معدنية منشطة للتوهج والاحتراق وينتج عن احتراق التبغ الرماد والدخان ويتألف الرماد من كربونات واكاسيد المعادن والاملاح العضوية الموجودة في التبغ والتى احترقت بسبب التوهج .. وتتكون السيجارة من النيكوتين وهو عبارة عن مركب سام جدا فهو مركب شبه قلوى عديم الرائحة واللون فى حالته النقية وقوامه زيتي ولكنه يصبح مائلا للصفره بمجرد ملامسته للهواء وان جرام واحد يعطى عن طريق الوريد كافي لقتل انسان في لحظات وتترواح نسبته في السيجاره من2- 10 % حسب انواع التبغ وايضا يدخل في تركيب السيجاره: الكادميوم وهي ماده تدخل في صناعه البطاريات، والفورمالين وهي ماده تستخدم في حفظ الجثث وغاز اول اكسيد الكربون ، وهو غاز سام يخرج من السيارات وثاني اكسيد الكربون والامونيا وتستخدم فص صناعه المنظفات والاسيتون وهو يستخدم لازاله طلاء الاظافر .