ذكرت صحيفة «نيويرك تايمز» الأمريكية، أن تحمس إيران لإغداق الأموال في لبنان والذي ظهر في عرضها بناء سد في قرية جبلبة لبنانية، ومساهمتها في إعادة إعمار الأحياء التي قصفتها القوات الإسرائيلية منذ ستة أعوام، بالرغم من ضعف الاقتصاد الإيراني، بسبب العقوبات المفروضة عليه يظهر مدى القلق الإيراني حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعتمد عليه إيران في التواصل مع العالم العربي وكحليف استراتيجي في عدائها ضد إسرائيل، ولكن هذه الحسابات تم تقويضها من قبل الثوار العرب، الذين لم يستطع الأسد القضاء عليهم منذ 15 شهرا. وأضافت الصحيفة اليوم الجمعة، في نسختها الإلكترونية، أن حماس إيران في التودد للحكومة اللبنانية يظهر رغبة طهران للعثور على بديل لحليفها العربي الأقرب سوريا، وذلك حسب العديد من السياسيين والدبلوماسيين والمحللين، وأن طهران لا تمول المشاريع الحكومية فقط، بل إنها تسعى أيضًا لخلق علاقات أوطد عن طريق الاتفاقات الثقافية والعسكرية والاقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى التحدي الذي يواجه إيران في هذه المحاولة، وهو رفض وفرار اللبنانين من هذا الاحتضان الإيراني؛ لأن العديد لا يرونه علامة على حسن النوايا، بل يرونه استعمارا ثقافيا وعسكريا، وأنه إذا كان اللبنانيون قبلوا وجود إيران كراعٍ لحزب الله من الصواريخ حتى منتجات الألبان، إلا أنهم يرفضون أن يمتد هذا التدخل الإيراني بعيدًا عن حزب الله الشيعي. وأضافت «نيويرك تايمز» الأمريكية، أن بعض أعضاء البرلمان اللبناني يرون أن طهران تحاول تعزيز قاعدتها في لبنان لتواجه سقوط النظام في سوريا، والذي سيكون بمثابة قطع "الحبل السري" الذي تمد من خلاله إيران حزب الله بكل ما يلزم، وأن حزب الله يخدم كجسر للنفوذ الإيراني ليس فقط في لبنان، بل في البحر المتوسط أيضًا، محاولا نشر الثقافة الإيرانية وهيمنتها السياسية والآن حضورها الاقتصادي عبر هذه المشروعات، ولكن هناك نوع من الرفض اللبناني لهذا التدخل الإيراني المتزايد. و قالت الصحيفة: "إن هذه الآراء حول الرفض اللبناني للمشاريع الإيرانية لم يمنع النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، بعد وصوله بيروت منذ عدة أسابيع، من تقديم حوالي 12 مقترحا مشروعا، تموله إيران بمعدل مشروع لكل وزارة تقريبا." وأضافت الصحيفة، أن حجم الوفد الإيراني الذي بلغ مائة شخص صدم المسؤولين اللبنانيين، وأن المشاريع المقدمة تنوعت من بين بناء للبنية التحتية اللازمة لتوصيل الكهرباء عبر سوريا والعراق وحتى لبنان وبين تقديم برامج لتعليم اللغة الفارسية في الجامعات الحكومية اللبنانية. واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه يبقى مصير المشاريع المقترحة من إيران غير معروف بعد، ولكن بالنسبة لخطط إيران للهيمنة في لبنان، يراها البعض متجهة لنفس مصير مساعي المسيحيين والمسلمين السنة، من قبل للهيمنة والتي باءت بالفشل، ربما لأن الشعب اللبناني لا يثق في هذه المساعدات الاقتصادية، ويراها محض جزء من مشروع سياسي أمني.