خبراء يحذرون من كارثة وشيكة.. ووزير الري السابق: لم نسحب نقطة مياه طيلة السنوات الماضية منذ 113 عامًا، لم تسحب مصر نقطة واحدة من احتياطيها المائي، لأنها تعتبر ذلك، "أمنًا قوميًا"، لا يجوز الاقتراب منه، لكنها اليوم باتت مضطرة لتسحب من هذا الرصيد بعد الضغط المتزايد عليها من كل جانب والذي يجبرها عن التخلي عن سنوات حافظت خلالها على المخزون الاستراتيجي من المياه. واعترفت وزارة الموارد المائية والري بسحب الاحتياطي المائي، في خطوة وصفها خبراء في الري، ب "الكارثية"، على اعتبار أن تقدم الوقت أكثر، يعني أن ازدياد درجة الخطورة، مطالبين القيادة المصرية باتخاذ خطوة جادة وحقيقية. ونقلت وكالة "الأناضول" عن رئيس قطاع توزيع المياه بوزارة الري، عبداللطيف خالد، إن المؤشرات كافة تؤكد أن الفيضان، الذي انتهى في 31يوليو من العام 2016 أقل من المعدل، من دون تحديد نسبة التراجع أو كميات المياه التي تم سحبها من بحيرة ناصر أقصى جنوبي البلاد. وأوضح، أن "حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب فقط، وذلك في وقت يبلغ فيه حجم الاحتياجات المائية للبلاد 110 مليارات متر مكعب". في السياق، أكد الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري السابق، أنه لا يمكنه التعليق على بيان صادر من جهة لا يثق في صحة مصدرها، معتبرًا أنه طالما لم يخرج بيان من وزارة الري ويكون بشكل رسمي فإن الأمر لا يعدو قوله مجرد شائعات. وفيما أبدى شكوكًا في صحة التصريحات المنسوبة لرئيس قطاع توزيع المياه، قال ل "المصريون"، إنه "لا يمكن سحب الاحتياطي المائي بشكل عشوائي وبهذه الطريقة، لأن هذا قرار لا يتخذ بين يوم وليلة"، لافتًا إلى أن "موسم أقصى الاحتياجات المائية يتكرر كل عام، ومع ذلك لم تسحب وزارة الري أي نقطة مياه". وحذر الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي من استنزاف الاحتياطي المائي، معتبرًا أن هذا هو أول الخطر الحقيقي الذي يسببه سد النهضة، مطالبا الحكومة بالإعلان صراحة عن موقفها، خصوصا بعد تزايد الأنباء التي تفيد باتخاذها لهذه الخطوة فعليا. وأوضح القوصي ل "المصريون"، أن مخزون المياه الاستراتيجي في بحيرة ناصر "أمن قومي لمصر"، واستنزافه يعرض المصريين لخطر حقيقي، مضيفًا: يجب أن يظل كما هو وأن يتم التركيز على بدائل لنقص المياه. وأشار إلى الخطوات السلبية تجاه ملف سد النهضة، والذي تأخذ طابع "السرية"، رغم أن الأمر كان يفترضًا أن يكون فيه مصارحة مع الشعب، الذي سيتحمل وحده أي نتيجة سلبية. وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررًا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.