يطلق الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما رسميا حملة إعادة انتخابه السبت القادم بتجمعين في ولايتين تشهدان منافسة حاسمة وهما أوهايو وفيرجينيا، في ظل بدء التنافس فعليا بين أوباما وخصمه الجمهوري المتوقع حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني. ويتفوق أوباما حاليا بنسبة طفيفة على رومني في معظم استطلاعات الرأي، ولكن الخبراء يقولون إن هذه النسبة قد تتلاشى إذا قرر الناخبون أن تعافي الاقتصاد لا يتم بالسرعة التي يرغبون فيها. وقبل أكثر من ستة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية العامة التي ستعقد في 6 نوفمبر القادم، تركز حملة الحزب الجمهوري للإطاحة بأوباما على سجله الاقتصادي. وقد انسحب معظم منافسى المرشح الجمهوري رومني الذى يبدو في طريقة للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية بعد أن لاحت في الأفق قدرته على جمع العدد اللازم من المندوبين لضمان ترشيح الحزب له خلال الأسابيع القليلة القادمة. وقد ركز رومني اهتمامه الكامل على الهجوم على الرئيس أوباما، ووعد باستعادة قوة الاقتصاد إذا ما تم انتخابه في نوفمبر القادم، وقال: "يمكن للحالمين أن يحلموا بمستقبل أفضل". ويتوقع المحللون أن لا يكون الاقتصاد المحلي هو فقط العامل الحاسم في انتخابات نوفمبر، ورجحوا أن يكون موقف كل من أوباما ورومني بشأن حجم الحكومة الفيدرالية الأمريكية عاملا بارزا أيضا، وقد وعد رومني بالفعل بإجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق الحكومي، في حين تعهد أوباما بمواصلة استخدام الحكومة لحفز الانتعاش الإقتصادي. وركز أوباما خلال اليومين الماضيين على سجله في مكافحة الارهاب وحماية الأمن القومي، وأجرى مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية، سيتم بثها غدا الأربعاء، في قاعة الأزمات التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة في البيت الأبيض بمناسبة الذكرى الأولى لعملية ̅مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وهي أول مرة يتم فيها فتح هذه القاعة الأكثر سرية وأمنا في البيت الأبيض أمام محطة تليفزيونية. ̅ وتقع القاعة تحت الأرض وقد تم التقاط ونشر صورة لأوباما وفريقه للأمن القومي وهم يتابعون الهجوم على المنزل الذي قتل فيه أسامة بن لادن في أبوت أباد. يذكر أنه تم تجديد هذه القاعة التي دشنتها إدارة جون كينيدي رسميا عام 1961، عدة مرات وتم تزويدها بأحدث التقنيات وخاصة أجهزة المؤتمرات عبر الفيديو التي تتسم بأمان كبير. ̅ وقد جاء الإعلان عن هذه المقابلة في نفس اليوم الذى تم فيه بث فيديو دعائي لحملة أوباما عن الهجوم الذي تم في أبوت أباد على مجمع بن لادن}، ويظهر فيه الرئيس الأسبق بيل كلينتون وهو يشيد بقرار أوباما ووصفه بأنه "أشرف وأصعب قرار"، مشيرا إلى أن }القائد لا يملك سوى فرصة واحدة لاتخاذ القرار الصائب}، وهاجم في نفس الوقت المرشح الجمهوري ميت رومني، وأشار إلى المجازفة السياسية التي قام بها أوباما باتخاذ هذا القرار على ضوء احتمال عدم تواجد بن لادن في المنزل الذى تمت مهاجمته. ونقل التسجيل تصريحات لرومني تعارض تصريحات أوباما عام 2007 بشأن عزمه العمل داخل باكستان ضد القاعدة، مشككا في جدوى إنفاق مليارات الدولارات لاعتقال شخص واحد. ومن ناحية أخرى، أكد البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة ستنشر وثائق ضبطت في مخبأ أسامة بن لادن في باكستان يقر فيها بتعرض التنظيم لكوارث متتالية. وقال كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان إن الوثائق ستنشرها كلية وست بوينت العسكرية على الانترنت، مشيرا إلى أنها تظهر أن عناصر القاعدة كانوا يدركون أنهم يخوضون معركة لن يكسبوها أبدا وأن بن لادن كان يدرك ذلك أيضا. كما أعلن برينان أن الغارات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار ضد القاعدة تتمتع بالشرعية الكاملة استنادا إلى القانون الدولي لأن الولاياتالمتحدة تخوض نزاعا مسلحا مع التنظيم وحركة طالبان والمنتمين إليهما. مضيفا أن الولاياتالمتحدة تختار بدقة الأهداف التي تطالها الغارات في أفغانستان وغيرها. وقال برينان إن الرئيس أوباما وجه السلطات الأمريكية لأن تكون أكثر انفتاحا مع الأمريكيين في تبرير حملة الغارات الجوية التي تشنها طائرات بدون طيار على تنظيم القاعدة. ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الولاياتالمتحدة تشارك في عدد من العمليات السرية والعلنية على حد سواء لملاحقة القاعدة وحلفائها الإرهابيين، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة نجحت للغاية في إضعاف القاعدة نتيجة لهذه الضربات. ونوه بأن القاعدة جماعة هاجمت الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر، والولاياتالمتحدة أوضحت أنها ستواصل القيام بكل ما يمكن للدفاع عن نفسها باستخدام كل الوسائل الممكنة، مشيرا إلى أن الوسائل التي تستخدمها بلاده هي الوسائل التي ترى أنها الأكثر فعالية لملاحقة القاعدة.