نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، حوارًا مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على هامش مؤتمر الأمن بميونيخ، حيث رأى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس شخصًا مجنونًا، كما يعتقد الجميع، وأنه لا يستهدف المسلمين بشكل خاص، معبرًا عن ثقته في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في موقفها الحالي من إيران. وأوضح "الجبير"، رأيه في "ترامب" وإدارته قائلًا, إن "ترامب" رجل عملي جدًا، وليس مجنونًا, مضيفًا أن فريق إدارة ترامب، بما في ذلك وزير الخارجية، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، يتميزون بالخبرة والمهنية، لافتا إلى أن "ترامب" سبق أن أعلن أن الولاياتالمتحدة، في ظل قيادته، ستلعب دورًا محوريًا في العالم. وقال "الجبير" للصحيفة الألمانية، إن "ترامب" أعلن أنه يريد أن يقاتل تنظيم "داعش"، كما أنه يريد السيطرة على إيران, مؤكدًا أن هذه المحاور تعد أهدافًا مشتركة بين الرياض وواشنطن - وفق قوله. وأجاب الجبير, عندما سُئل عن سياسة "ترامب" تجاه المسلمين, خاصة إثر أول قرار يتخذه بعد تسلمه الرئاسة، الذي قضى بمنع القادمين من سبع دول إسلامية من الدخول للبلاد, موضحًا أن حظر السفر لم يكن موجهًا ضد السعودية، مؤكدًا أن "ترامب لم يستهدف المسلمين", مشيرًا إلى أن المملكة تحترم سعي الولاياتالمتحدة لتحقيق الأمن في كامل أراضيها. وفي السياق ذاته رد "الجبير"، على ما اعتبرته الصحيفة، محاكمة جماعية للمسلمين من خلال قرار حظر دخول المسلمين أمريكا, أن السعوديين بالطبع يشعرون بالقلق عندما يتم التعامل مع الإسلام على أنه مصدر للإرهاب العالمي؛ لأن الإسلام في الحقيقة دين سلام. وحول الدور الإيراني في سوريا ونجاح الروس والإيرانيين في ضمان بقاء نظام بشار الأسد، أكد الجبير, أن الوضع في سوريا غير مقبول علي الإطلاق, موضحًا أن الأسد مسئول عن مقتل 600 ألف شخص, مضيفًا أنه بطبيعة الحال، نحن بحاجة إلى عملية انتقال سياسي في سوريا، ولكن لا ينبغي أن يتم بوجود الأسد. وردًا عن أسئلة الصحيفة حول العلاقات الإيرانيةالأمريكية، اعتبر الجبير، أن خطاب ترامب المتشدد تجاه إيران تغيير مرحب به؛ لأن النظام الإيراني لطالما نجا بأفعاله والآن، من الضروري أن تدرك إيران أنها يجب أن تدفع ثمن ما تقوم به من تجاوزات في المنطقة. ودافع "الجبير"، عن اتهام بأن السعودية تدخل نفسها في صراع في منطقتها وبأنها تخوض حربًا دموية في اليمن, مؤكدًا أن السعودية لم تسعَ لخوض هذه الحرب، ولكنها ساعدت في تنظيم عملية انتقال سياسي في اليمن، ثم بدأ الحوثيون، وهم أقلية واضحة في البلد، تقدمهم في العاصمة، بمساعدة من إيران, لافتًا إلى أن السعودية استجابت لصرخات الشعب لمساعدة الحكومة الشرعية.