نصح الدكتور ممدوح الطحان، الأستاذ القلب كلية الطب جامعة الأزهر ورئيس قسم القلب والقسطرة القلبية بمستشفى معهد ناصر بضرورة تبكير موعد العشاء في الشتاء، والإكثار من شرب المياه للحد من ارتفاع حالات الإصابة بالجلطات في هذا الوقت من العام والذي ترجع أسبابه الرئيسية لانخفاض درجات الحرارة وفقدان الشعور بالعطش مما يقلل من كميات المياه والسوائل التي يتناولها الإنسان يوميًا. كما أرجعها إلى زيادة الإقبال على تناول الأطعمة التي بها نسبة عالية من الدهون والسكريات لتساعد على الشعور بالدفء. ولكن لابد من الحذر حيث أنها لها تأثير ضار مثل ترسب الدهون على الجدار الداخلي للشرايين مما يتسبب في ضيق مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة حدوث الجلطات. وقال إن ارتفاع درجات الحرارة تدفع الإنسان لشرب المزيد من الماء لترطيب الجسم بالإضافة إلى فقدان جزء كبير من تلك المياه في صورة عرق يساعد في قليل درجة حرارة الجسم. كما أن من العادات المصرية الخاطئة والشائعة مع برودة الجو هو تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة في العشاء مما يسبب أيضًا جهدًا على القلب وتوجيه الدورة الدموية إلى المعدة للقيام بعملية هضم وامتصاص الأطعمة مما يؤدي إلى زيادة نسب حدوث الجلطات خاصة بعد منتصف الليل. وتابع: مع انخفاض درجات الحرارة يقل الشعور بالعطش ومعه تقل رغبة الإنسان بشرب المياه. وقلة المياه في الجسم تؤدي إلى لزوجة الدم والتي قد تؤدي بدورها إلى تكوين جلطات في الشريان الرئوي أو الأوردة الساقية وقد تصل إلى جلطات بالشريان التاجي. ويمكن أن نصف تلك الظاهرة بالشعور الكاذب بالارتواء حيث أن الجسم يكون محتاج فسيولوجيا للمياه دون أن يعلن عن ذلك بالعطش. وتظهر أعراض الإصابة بالجلطات في صورة أزمات قلبية حادة وآلام بالصدر مما يستلزم ضرورة سرعة التوجه للمستشفي لتلقي العلاج المناسب لإذابة الجلطة ويحتاج علاج بعض الجلطات التدخل السريع بالقسطرة لإذابة الجلطات وشفطها وقد يؤدي تكون الجلطات إلى مضاعفات خطيرة مثل ضعف عضلة القلب أو الوفاة طبقا لحجم الجلطة ومكان تكونها بالجسم. وأكد أن أهمية تلك المشكلة تعود إلى أن تلك الجلطات المصاحبة لانخفاض درجة حرارة الجسم قد تصيب صغار السن من الشباب ممن ليس لهم أي تاريخ مرضي وتزيد بين من يعانون من السمنة. وتزيد حدوث تلك الجلطات بين مرضي السكر لوجود درجة من تصلب الشرايين لديهم وبعض الزوجة في الدم نتيجة تغير الوسط القاعدي لديهم والناتج عن ارتفاع نسبة السكر بالدم. كذلك يجب أن يهتم المدخنين أكثر من غيرهم بتكرار شرب المياه حيث أن النيكوتين يزيد من لزوجة الدم ويزيد من فرصة تكون الجلطات. ونبه إلى أن بعض الأشخاص يلجأ إلى عدم شرب المياه مع انخفاض درجات الحرارة تجنبا لتكرار الرغبة بدخول الحمام حيث إنه مع انخفاض الحرارة الطريقة الرئيسية لفقد السوائل من الجسم هي التبول علي خلاف تعدد طرق فقد المياه مع ارتفاع درجات الحرارة حيث تفقد كمية كبيرة من المياه في صورة عرق. ونصح أن يكون العشاء خفيفًا وقليل الدهون وقبل ساعات النوم بأربع ساعات حتى تكون المعدة شبه خالية لترك الدورة الدموية تسير في مجراها الطبيعي لتغذية عضلة القلب. حيث إن عضلة القلب والرئتين والكلى هم الأعضاء الوحيدين الذين لا يتأثر معدل أدائهم بالنوم ولا يأخذوا قسطا من الراحة. ومضى إلى القول: "قد نبهنا الرسول الكريم إلى ضرورة أن يكون ثلث المعدة ممتلئ بالماء والثلث الطعام والثلث للهواء. لذا فيجب الحرص علي شرب 3 لتر من الماء يوميا حتى في حالة عدم الشعور بالعطش لتجنب مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي بحياة الإنسان. ويمكن أن يتعرف الإنسان علي درجة ارتواء جسمه وحصوله علي احتياجاته من الماء بمؤشر طبيعي وسهل جدا وهو لون البول فطالما لون البول فاتح جدا فهذا مؤشر لارتواء الجسم".