قال فهمي هويدي، المفكر والكاتب الصحفي، إن الأنباء التي تواردت بشأن عقد مؤتمر إقليمي برعاية مصرية وتنسيق إسرائيلي يهدف إلى تحسين علاقات إسرائيل مع الدول العربية «المعتدلة» دون حل القضية الفلسطينية، يعد بمثابة تطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد عدم رد القاهرة على هذه الأنباء التي ذكرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت». وأضاف هويدي في مقال ب"الشروق" بعنوان "صمت محير ومريب"، أن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة لا تدع مجالا للشك أن العام المقبل سيكون عام إسرائيل، والتجهيزات الجارية الآن لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد تكون أول الغيث. واستنكر هويدي، الموقف المصري من وزارة الخارجية التي لم تؤكد أو تنفي صحة هذه الأنباء، قائلًا أن الخبر قوبل بصمت محير ومريب فلا القاهرة صدقته أو كذبته، كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلق عليه بالسلب أو بالإيجاب. ودلل هويدي علي ذلك الصمت بعده قرائن لا تستبعد تفعيل هذا المؤتمر وهي ● ثمة اهتمام مفاجئ من جانب بعض الدول العربية بإحياء المبادرة العربية التى طرحت فى قمة بيروت عام 2002 ثم نسيت بعد ذلك. وجرى الحديث عن إجراء بعض التعديلات بدعوى «تحديثها». وهو المصطلح الذى استخدم لتفريغها من مضمونها وفتح الباب للتطبيع مع إسرائيل الذى تحدثت عنه المبادرة مقابل الانسحاب الكامل من الأراضى التى احتلتها. و«تصادف» أن تمت فى هذه الأجواء زيارة المسئول السعودي السابق لإسرائيل فى أول بادرة معلنة من نوعها. ● ظهور تجمع إقليمي خارج الجامعة العربية باسم الرباعية العربية ضم مصر والأردن والإمارات والسعودية وهى دول تحتفظ بعلاقات دافئة بدرجة أو أخرى مع إسرائيل، كما أنها تشترك في الانحياز للقيادي الفلسطيني السابق محمد دحلان الذى ترشحه لخلافة أبو مازن من خلال تقديمه بحسبانه زعيما لتيار الإصلاح الفلسطيني. ● أعلن في شهر سبتمبر الماضي عن أن الرباعية المذكورة أعدت مشروعا للإصلاح الفلسطيني وإنهاء الانقسام داخل حركة فتح بما يسمح بعودة محمد دحلان إلى قيادة الحركة، وذلك إلى جانب مقترحات أخرى، وطبقا لما نشر آنذاك فإن دول الرباعية لوحت لأبو مازن بأنه فى حالة رفض مقترحاتها فإنها سوف تتصرف من جانبها لمعالجة المشكلات العالقة بمعزل عنه. تواتر إشارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتفاظه بعلاقات شخصية مع بعض القادة العرب، وحديثه الدائم على مدى العام عن وقوف إسرائيل إلى جانب الدول العربية «المعتدلة» في مواجهة الإرهاب، وضد تمدد النفوذ الإيراني في العالم العربي. ● الحديث الصريح فى بعض الأوساط عن أهمية التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل، وهو ما عبر عنه أحد الأكاديميين المصريين المحسوبين على الأجهزة المعنية. ومما له دلالته فى هذا الصدد أن الفكرة ذاتها رددها قبل أيام وزير الدفاع الأمريكي السابق ورئيس الاستخبارات الأمريكية الأسبق ليون بانيتا إذ سئل هذا الأسبوع في جلسة للمنتدى الاستراتيجي العربي الذى عقد في دبي عن المنهج الأفضل للتعامل مع إيران فرد قائلا إن التحالف مع إسرائيل سيحسم الأمر ويحل الإشكال.