في محاولة منه لإعادة تجميل صورته التي شوهت في الفترة السابقة، لجأ النظام خلال مؤتمر الشباب إلى دعوة العديد من الشخصيات التي تحظي بشعبية وبعض شخصيات المعارضة ليظهر في النهاية في صورة النظام الذي يحتوي الجميع ولكسب جزء من شعبيته التي سقطت. "المصريون" ترصد أبرز الحاضرين: الدكتور كمال الجنزورى فور دخوله القاعة ضجت بالتصفيق له، ويعد الجنزوري من أبرز الشخصيات المهمة التي حضرت مؤتمر الشباب بشرم الشيخ ويحظي الجنزوري بشعبية كبيرة، وربما يكون هذا السبب الذي جعل النظام يدعوه لحضور المؤتمر في محاولة من النظام لتحسين صورته. تولي العديد من المناصب وكان أبرزها رئاسته لمجلس الوزراء في عهد الرئيس المخلوع مبارك وقد أحدث نهضة بالاقتصاد، ونفذ العديد من المشاريع الضخمة وكان من ضمنها، الخط الثاني لمترو الأنفاق، ومشروع مفيض توشكي، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس، وكان يلقب بوزير الفقراء والوزير المعارض لما ظهر منه في وقت رئاسته الوزراء وعمله الذي اختص برعاية محدودي الدخل. اعتزل العمل السياسي منذ خروجه من الوزارة وحتي اندلاع ثورة يناير، ثم بعد ذلك دعاه المجلس العسكري ليتولي رئاسة الوزراء، إلا أنه لم يستمر طويلاً، وترك المنصب ليتولي بعدها منصب مستشار رئيس الجمهورية عدلي منصور للشئون الاقتصادية، ثم ظهر أخيرًا بين الحاضرين بمؤتمر الشباب . الدكتور أسامة الغزالي حرب لم يكن ضمن الحضور فقط، بل ألقي الغزالي، كلمة تحدث فيها عن الوضع الحالي للدولة وعن بعض القضايا والأزمات التي يعاني منها المواطنون، وطالب خلال كلمته بالإفراج عن الشباب المصري الذي لم ينتهج عنفًا أو يتم الحكم عليه في أحكام جنائية لها علاقة بالعنف في أقرب وقت، فعقب عليه الرئيس السيسي قائلاً: "هاتوا قايمة وهفرج عنهم بالقانون"، وقابلت القاعة مطلب الغزالي حرب بالتصفيق. يعد الغزالي حرب، من الشخصيات المعارضة، وهو رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار بعد اندماج حزب الجبهة الديمقراطية معه والذي كان يشغل منصب رئيسه، وكان عضوًا بأمانة السياسات بالحزب الوطني قبل أن يستقيل اعتراضًا على سياسات الحزب وتباطؤ خطوات الإصلاح. إبراهيم عيسي أبرز الشخصيات المعارضة للنظام خلال تلك الفترة، دائم الانتقاد للنظام والحكومة ولجميع مؤسسات الدولة وذلك عبر "جريدة المقال" والذي يرأس تحريرها، وأيضا خلال برنامجه "مع إبراهيم عيسي" على فضائية القاهرة والناس، وعلى الرغم من ذلك حضر مؤتمر الشباب بشرم الشيخ. وطالب عيسي، خلال مداخلته بالجلسة الثانية للمؤتمر الوطني الأول للشباب بالعفو عن إسلام بحيرى وأحمد خالد، مؤكدًا أن هناك كتابًا وصحفيين مسجونين في مصر بقانون العقوبات، مضيفًا: ما فيش دولة في الدنيا بتسجن في جرائم النشر غير 3 أو 4 دول، للأسف كلها دول مستبدة وديكتاتورية، ولا يجب أن تكون مصر التي نحلم أن تكون دولة دستورية ديمقراطية من ضمن هذه الدول التي تسجن في جرائم النشر. وأضاف: "عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر افرضوا عليهم غرامات مليون جنيه"، موضحًا أنه"من الصعب جدًا أن يقف إعلاميون ليطالبوا بعقوبة سالبة للحرية لصحفيين وكتاب، إحنا المفروض نطلب بالعفو عن إسلام بحيرى وأحمد خالد، وعن كل هؤلاء". الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، ويعتبر السعيد من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينيات القرن العشرين وحتى نهاية السبعينيات، اعتقل مرات عديدة، وأثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، تعرض السعيد للانتقاد من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، من بينهم عبد الغفار شكر، لما وصفوه من تحول مسار الحزب علي يده من أكبر حزب معارض في مصر أيام الرئيس أنور السادات، إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس حسني مبارك ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع عدد من المعترضين على الانشقاق وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي. بدورة، يري الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن دعوة النظام للشخصيات المعارضة لحضور مؤتمر الشباب من أجل تحسين صورته التي اهتزت الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن المعارضة هي الأخرى رأت في حضورها فائدة لها وتحقيق مكاسب. وأوضح صادق في تصريحه ل"المصريون" هناك تيارات وأحزاب معارضة كثيرة لم تتم دعوتها لحضور المؤتمر مثل تيار الإسلام السياسي وشباب ثورة يناير، فلم يظهروا بالمشهد، وتساءل لماذا حضرت المعارضة المؤتمر على الرغم من الاعتراضات الكثيرة التي توجهها للنظام؟. وأشار إلى أن المعارضة رأت أن المقاطعة لن تفيد بشىء، بينما حضورها سيظهرها في المشهد وقد يعود عليها بالنفع بعد ذلك.