كشفت مصادر سياسية عن أن ترشيح الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك للشئون السياسية لرئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد معاناة رئيسه الحالي الدكتور بطرس غالي من أزمة صحية ، يقف وراءه جمال مبارك نجل الرئيس ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم. وأوضحت أن هذا الترشيح يعكس رغبة جمال في إبعاد الباز عن مؤسسة الرئاسة، في ظل ما تشهده العلاقة بينهما من فتور خلال الفترة الأخيرة بسبب موقفه المتحفظ من مسألة توريث السلطة لنجل الرئيس. وأكدت أن العلاقة بين الباز وعائلة مبارك شهدت تراجعًا في السنوات الأخيرة انعكس على دوره في مؤسسة الرئاسة، وذلك عبر تقليل صلاحياته وعدم تكليفه بمهام خارجية كما كان يحدث في السابق. ولفتت إلى أن تصريحات الباز الأخيرة بأن استمرار الرئيس مبارك في السلطة يرجع إلى عدم وجود خليفة له قد أثارت استياء جمال مبارك، مشيرة إلى أن شعور الباز بوجود رغبة لدى المجموعة المحيطة بنجل الرئيس في إبعاده عن أي نشاط قد أدى إلى إصابته بالإحباط. ورجحت المصادر أن تنجح محاولات جمال مبارك في إبعاد مستشار والده عن منصبه، خاصة أن الباز لن يعترض على انتقاله إلى رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان نتيجة إحساسه بالتهميش في السنوات الأخيرة، وسعيًا منه لاستعادة بريقه في منصبه الجديد. وأضافت أن ما يزكي شعور الباز بالنجاح في المنصب الجديد هو اشتراكه في الكثير من الصفات مع بطرس غالي ، وعلى رأسها أنه يمتلك علاقات جيدة مع أطراف دولية عديدة، وخاصة مع الدوائر الأمريكية.