ما معنى أن ينشر النائب مصطفى النجار رسالة أرسلها إليه بصفة شخصية الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، ليقنع نائب الحمار والبردعة بالاعتذار عن السباب غير اللائق؟! وبعد أن نشرها على صفحته فى "تويتر" مكتوبة بخط يد الكتاتنى قام بجمع توقيعات من 30 عضوًا لتطبيق نفس الإجراءات التى يتم اتخاذها بخصوص العليمى، ضد النائب مصطفى بكرى بسبب كلماته التى قالها فى إحدى الجلسات عن محمد البرادعى والربط بينه وبين ما يجرى على أرض مصر من كوارث. لا أجد أى تشابه بين اللغة الحمارية التى استخدمها العليمى واللغة النقدية التى استخدمها بكري؟! فكلمة التخوين دارجة وشائعة وتكررت ملايين المرات بعد 17 فبراير 2011 حتى الآن، ولا يمكن أن تقاس على كلمة "الحمار" ولا أن يكون لها إيقاع "النهيق"! النجار برر جمعه التوقيعات فى اتصال مع قناة "الحياة" بأن بكرى وصف البرادعى بالخائن؟! وحتى إذا افترضنا أن كلمة "خائن" أوجعت قلب مصطفى النجار ورآها تساوى لفظ "الحمار".. فلماذا صمت كل ذلك الوقت ولم يسع للإيقاع ببكرى وتحويله للجنة القيم بمجلس الشعب؟! لا أظن أن باب النجار مخلع، ولكنه امتداد لما كتبته أمس حول الثقافة البرلمانية التى لا يتحلى بها بعض النواب، ولجوئهم إلى استعراض العضلات المفخخة بالنوايا غير الحسنة. نشر مصطفى النجار رسالة شخصية عادية لا تشين الكتاتنى بل تمدحه لأنه يبحث عن مخرج لزميله النائب بدلا من السجن، يؤكد أننا أمام موجة جديدة من أعضاء مجلس الشعب لا تثرى الأداء النيابى بل تشوه الديمقراطية بسلوكيات تحمل الكثير من النزق والمراهقة. فقبل أن أرى أداء النجار فى البرلمان بدءًا من جلسة القسم، كنت أظنه شابًا عاقلا يملك من النضج السياسى ما يؤهله لتمثيل الشعب، لكنه بصراحة خذلنى كما خذل كثيرين بميله لإرضاء العواطف النافرة ومواءمة مواقفه وكلامه تحت القبة على ميزان ميدان التحرير! مصطفى النجار يفهم جيدًا معنى أن يثير قضية هامشية من لا شىء فى عز إثارة قضية نائب الحمار.. والمعنى أنه لا يرى عيبا فى سباب العليمى فهى لغة مقبولة لديه، ولهذا دعا مجلس الشعب لأن يساوى بها كلمة مصطفى بكرى التى اتسمت بالوطنية والإخلاص والخوف على الوطن. لم أر فى مصطفى النجار فى جلسات مجلس الشعب الماضية موهبة سياسية، ولا يبشر بأى موهبة، وهذا يؤلمنا ولا يسعدنا. نحن على يقين بأن مصر ولادة، لكنها حتى الآن ولادة متعسرة بسبب أن الشباب من عينة مصطفى النجار وزياد العليمى لم يجهدوا أنفسهم فى التحضير والمذاكرة واكتساب الخبرة السياسية. [email protected]