نصف مليار جنيه فاتورة العام الحالي.. مقارنة ب 7 مليارات في العام الماضي بلغ استهلاك المصريين للأضاحى هذا العام حوالى ما يقرب من نصف مليار دولار، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، المناسبة الأكبر والأهم بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وذلك بحسب مصادر حكومية. وأثر الارتفاع الجنونى الذى ضرب الأسواق على شراء المواطنين للحوم الأضاحي، بالكمية المعتادة بخلاف العام الماضى الذى ارتفعت فيه نسبة الشراء بخلاف هذا العام. نقيب الأطباء البيطريين، الدكتور سامى طه، أكد أن إجمالى عدد الأضاحى التى تم نحرها خلال أيام العيد، يصل إلى حوالى 750 ألف رأس من الماشية، بواقع نحو 500 ألف رأس من الأغنام، وقرابة 250 ألف رأس من الأبقار. وقدرت مصادر حكومية، إجمالى قيمة اللحوم التى استهلكها المصريون خلال أيام عيد الأضحى بنحو 2.75 مليار جنيه، أى ما يقرب من نصف مليار دولار. وفى سياق متصل، رصد مركز المصريين للدراسات، استهلاك المواطنين للحوم الأضاحى هذا العام، مشيرًا إلى أن نسبة الإنفاق لم تتخط حاجز المليار جنيه، بخلاف العام الماضي، الذى بلغت نفقات شراء الأضاحى فيه حوالى 7 مليارات و800 مليون جنيه, لافتا إلى أن السبب فى زيادة العام الماضى استغلال مرشحى البرلمان شراء الأضاحى وتوزيعها على دوائرهم لشراء أصواتهم. وأشار المركز إلى أن هذا التراجع يعود أيضًا إلى اقتراب دخول المدارس وشراء بعض المستلزمات الخاصة بالدراسة. وتابع: "بيع الخراف بالتقسيط ينشط قبل العيد بثلاثة أيام ويستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخراف هذا العام، وهذا يجعل احتمالات زيادة الشراء مرتفعة لكنها بكل الأحوال لن تصل لحجم العام الماضي. وأكد الخبير الاقتصادى عادل عامر، أن موجة الغلاء التى ضربت الأسواق المصرية أدت إلى تراجع كبير فى بيع وشراء لحوم الأضاحى لهذا العام بنسبة 22% عن العام الماضي، لافتا إلى أن استهلاك المصريين من لحوم الأضاحى يعد هو المقياس الرئيسى للاقتصاد المصري. وأضاف، خلال دراسة له موثقة من مركز معلومات مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية، أن حجم استهلاك المصريين من اللحوم فى عيد الأضحى يمثل نحو 14% من جملة اللحوم التى تستوردها مصر من الخارج، بقيمة تصل إلى نحو 10 مليارات جنيه، وهو ما يعنى أن المصريين التهموا لحومًا خلال فترة العيد تقدر بنحو مليار وأربعمائة ألف جنيه من اللحوم المستوردة فقط. وتابع: "القوة الشرائية للمصريين من اللحوم الحمراء بلغت نحو 58% فقط من الأضاحى الحية بإجمالى 500 مليون جنيه (أضاحى حيه محلية للأسر المصرية)، بينما بلغ إجمالى استهلاك المصريين من اللحوم 7 ملايين كيلوجرام من اللحوم، تراوحت ما بين لحوم طازجة ومجمدة، منها 2.5 مليون كيلوجرام من لحوم أغنام بلدية مذبوحة و1.6 مليون كيلوجرام لحوم خراف طازجة مستوردة، و400 ألف كيلو ضأن مجمد مستورد، و100 ألف كيلو بتلو مشفى مستورد، ومليون كيلو لحم جاموسى بلدي، و800 ألف كيلو لحم فيريزيان و320 ألف كيلو بتلو محلي. ووفق الدراسة، فإن نحو 20 مليون مواطن مصرى لا يضحون من الأساس من بينهم 4% أى ما يعادل 5 ملايين مواطن لم يتناولوا أى لحوم فى عيد الأضحى المبارك دون أن توضح الدراسة أسباب ذلك. وعلى الرغم من الكمية الضخمة من اللحوم التى تناولها المصريون، فإن المواطن المصرى بحسب الدراسة أقل استهلاكًا للحوم على المستوى العالمي، طبقا لتقرير منظمة الغذاء العالمية "الفاو"، حيث تشير الإحصاءات إلى أن متوسط الاستهلاك السنوى للحوم الحمراء فى مصر لا يتجاوز 14.9 كيلوجرام سنويا بما يعادل 41 جرامًا يوميًا، وهو أقل من الحد الأدنى للغذاء طبقا للمعايير الدولية. وأشارت الدراسة إلى أن مصر تنتج نحو 40% فقط من استهلاكها من اللحوم الحمراء وتستورد نحو 60% من احتياجاتها، لافتة إلى أن إنتاج مصر من اللحوم الحمراء فى تناقص مستمر خلال السنوات الأخيرة، ففى عام 2009 انخفض حجم الإنتاج المحلى إلى نحو 670 ألف طن سنويًا بعد أن سجل 855 ألف طن عام 2005، ثم انخفض فى عام 2006 ليصل إلى 795 ألف طن عام 2007 ثم انخفض إلى 670 ألف طن عام 2009، بينما تحتاج الأسواق المصرية إلى مليون و219 ألف طن. وقال طارق الطنطاوي، رئيس شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية، فى بيان للشركة، إن كميات ضخ اللحوم يوميًا تقدر ب 50 طنًا، ويصل الإجمالى إلى 1500 طن لحوم بكل أنواعها، ومنها الكندوز المجمد بسعر 34 جنيهًا وكباب الحلة 35 جنيهًا والكندوز السودانى الطازج بسعر 40 جنيهًا، واللحوم الفرنسية المبردة 50 جنيهًا والكندوز البلدى الطازج 57 جنيهًا، مؤكدًا أن اللحوم تنفد فور طرحها بالمجمعات. وأضاف سامى شيلان، عضو مجلس إدارة شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، أن كميات ضخ اللحوم بلغت 50 ذبيحة من أورجواى و70 ذبيحة سودانية زنة حوالى 200 كيلو و100 ذبيحة ضأن بلدى زنة 35 كيلو للواحدة، و150 ذبيحة مارينو زنة 40 كيلو بسعر 45 جنيهًا للكيلو و40 جنيهًا للسودانى و57 للأورجوانى و70 جنيهًا للضأن البلدى الفلاحى، و39 جنيهًا للضأن الشاش المجمد، و34 للكتف الضأن المجمد، و42 للفخذ الضأن المستورد، بالإضافة إلى الخراف الحية وسعرها 38 جنيهًا. وأوضح الخبير الاقتصادى عبد الرحمن عليان، أن تراجع استهلاك الأضاحى لهذا العام يرجع إلى حالة التقشف التى وصل إليها الشعب المصري، بخلاف ما كان عليه من إسراف فى الأعوام السابقة, لافتًا إلى أن ارتفاع الأسعار أيضًا لهذا العام، والذى وصل إلى 20% مقارنة بالعام الماضي، سبب رئيسى فى انخفاض الاستهلاك. وأضاف عليان ل"المصريون": "وتعد الانتخابات البرلمانية بالعام الماضى من المتغيرات الأساسية التى ساعدت فى ارتفاع نسبة الاستهلاك، حيث قيام المرشحين بتوزيع الأضاحى فى دوائرهم لكسب أصوات الناخبين، ساعد فى زيادة معدل الاستهلاك, مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار والعملة واقتراب دخول المدارس من التغييرات التى طرأت على هذا العام، مما أدى إلى تراجع المواطنين عن استهلاك اللحوم. بينما أكد الدكتور أسامة عبد الخالق، أستاذ الاقتصاد والضرائب بجامعة عين شمس، أن ارتفاع الأسعار وموجة التضخم عاملان أساسيان أثرا على لحوم الأضاحي, وارتفاع السعر إلى 200% عن الأعوام السابقة، مما أدى إلى توقف الأسر عن الشراء، لأن الميزانية لم تعد تحتمل. وأضاف عبد الخالق ل"المصريون": "هذا التراجع يعد مؤشرًا للتراجع عن المناسك الدينية، ويعطى انطباعًا للحكومة بالحالة الاقتصادية التى وصلت إلى حد الانهيار".