الحنفي: لايمكن اعتبارها أضحية.. معوض: المسيحي غير مكلف بذلك.. وعبدالراضي: أمر لا يصح شرعًا في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الهيئة القبطية الإنجيلية قامت بشراء 50 صكًّا من صكوك الأضحية وهو ما يعادل مبلغ 60 ألف جنيه مصري، في ظل التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف ووزارة التموين والتجارة الداخلية. وأقنع الشيخ أحمد البهي، إمام مسجد سيدي جابر، بمحافظة الإسكندرية، مواطنًا يدعى روماني شفيق ميخائيل، بشراء صك الأضحية، وهو ما قام به كذلك الشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب مسجد الجمال بالمنصورة، حيث أقنع القمص أفرايم يوسف عجايبى، راعي كنيسة مارى جرجس، بشارع بورسعيد، بشراء صك منه. وأرجع وزير الأوقاف ما قام به المسيحيون من شراء لصك الأضحية، إلى أصالة المعدن المصري ودعم نسيج اللحمة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، إلا أن أستاذ الفقه في تصريحات له قال أن الأضحية سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم - وإحياء لنسك سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام لكن لا يخاطب المسيحي به . وقالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، إن "هذه هبات، ولا يمكن اعتبارها أضحية أو صدقة أو نذور، كما هو مدون على إيصال الصك". وأضافت: "قيام المسيحيين بشراء صكوك الأضاحي لا يعد من باب الأضحية لأنها لا تكون إلا من المسلم، ولا تعد من باب الصدقة لأنها تكون من المسلم وتحل للمسلم وغير المسلم، أما الزكاة المفروضة فلا تحل إلا للمسلم". وقال الدكتور أحمد معوض، المدرس بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة، إن "المسيحي غير مخاطب بتكاليف الشريعة الإسلامية"، إذ أن "الأضحية على المسلم سنة مؤكدة متعلقة به"، موضحًا أن "صدقة المسيحي على المسلم أو الإنفاق على مرفق عام أمر محمود، لكن ليس له حكم شرعي ولا يثاب عليه". ودلل معوض كلامه بقوله تعالى في سورة الشورى: "من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب". وتابع: "في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها". وقال الشيخ إبراهيم عبد الراضي، الداعية الإسلامي، إن "شراء المسيحي أو غير المسلم عامة صك الأضحية أمر لا يصح شرعًا"، مشيرا إلى أنه "فعل لا يلام عليه لكونه يعد بابًا من أبواب البر والخير". وأضاف عبدالراضي، أن "المسيحي ربما يفعل ذلك من قبيل الإنسانية والرحمة مع غيره من فقراء المسلمين"، موضحًا أن "صنيعه هذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك تلطفه مع المسلم". ودلل إبراهيم ببقوله تعالى: "والذين كفروا فتعسًا لهم وأضل أعمالهم"، "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. كما استشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا"، مضيفًا: "الكلام في قبولها من الكافر لا ينسحب على منعه"، وتابع: "عند الناس هي نوع من أنواع الرحمة المشاركة". وكانت وزارة الأوقاف أطلقت في مايو الماضي مشروع "صك الأضحية" بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية ، فيما يعرف بالحفاظ على كرامة المصريين من الفقراء وإيصال الصدقات إلي مستحقيها. ومن المقرر أن الوزارة ستقوم بتوزيع لحوم الأضاحي مجانا على المواطن عبر بطاقات التموين، بواقع كيلو للأسرة المكونة من 3أفراد ، و2 كيلو للأسر التي يزيد عددها عن 4 أفراد، بالإضافة إلى التعامل مع اللحوم من خلال منظومة تراعي البعد الاجتماعي وبخاصة المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا ، بواسطة قاعدة بيانات وزارتي التموين والتضامن الاجتماعي.