أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لاستئناف تنفيذ مشروع الطاقة الاستراتيجي "السيل التركي"، الهادف لنقل الغاز الروسي إلى تركيا. وفي مقابلة للرئيس التركي مع وكالة "تاس" الروسية أجريت قبل زيارته إلى روسيا، ونشرتها الوكالة الاثنين 8 أغسطس ، قال أردوغان: "نحن مستعدون لاتخاذ خطوات فورية نحو تنفيذ مشروع السيل التركي، أي مناقشته واتخاذ القرار بشأنه". ويصل الرئيس التركي يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب مدينة سان بطرسبورغ، الواقعة في شمال روسيا، حيث سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث عملية تطبيع العلاقات الثنائية وتجاوز عواقب الأزمة التي نشبت بين البلدين في أعقاب حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سورية من قبل مقاتلة تركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولفت أردوغان خلال حديثه إلى أن تركيا تشتري الحصة الأكبر من احتياجاتها من مادة الغاز الطبيعي من روسيا، في إشارة إلى أهمية تركيا كشريك اقتصادي في هذا المجال بالنسبة لروسيا، مشيرا إلى أن واردات تركيا الغازية من روسيا بلغت الشهر الماضي 12.5 مليار متر مكعب. وكانت موسكو وأنقرة اتفقتا في عام 2014 على بناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها إلى أوروبا والمسمى ب "السيل التركي". وتوقف العمل في هذا المشروع بعد توتر العلاقات بين روسياوتركيا في ديسمبر الأول الماضي. ولكن بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط سلاح الجو التركي للقاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ومقتل قائدها، أثناء تأديته لمهمة ضد الإرهاب، استأنف الجانبان المباحثات المتعلقة ب "السيل التركي". و"السيل التركي" مشروع بديل لمشروع الغاز "السيل الجنوبي"، الذي تم إلغاؤه بسبب عراقيل فرضت من المفوضية الأوروبية بحجة أن المشروع لا يتطابق مع أحكام حزمة الطاقة الثالثة، التي تحظر احتكار شركة واحدة لعمليات البيع ووسائل نقل موارد الطاقة في آن واحد. أردوغان: تركيا ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن السياح وخلال المقابلة، أكد الرئيس التركي أن تركيا ستتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين أمن السياح على أراضيها، حيث قال: "إنه ليس هناك أية مشاكل حاليا في تركيا، وخاصة في المناطق السياحية، حيث نتخذ خطوات جادة في هذه المناطق". ولفت أردوغان إلى أن السياحة ستساهم في تطوير العلاقات بين روسياوتركيا، التي كانت تتمتع بإقبال من قبل السائح الروسي قبل توتر العلاقات بين البلدين. وفي عام 2014 زار تركيا نحو 4.4 مليون مواطن روسي، منهم 3.3 مليون سائح روسي. وكانت شركات السياحة قد توقعت عن تحويل أفواج السياحة من مصر إلى تركيا بعدما أوقفت موسكو رحلاتها إلى منتجعات مصر عقب إسقاط طائرة الركاب الروسية المدنية فوق سيناء، إلا أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سوريا قوضت هذه الآمال. وتعول تركيا على روسيا، التي تعد ثاني أكبر مصدر للسياح لها، من بعد ألمانيا، على تنشيط هذا القطاع الاقتصادي الحيوي، وخاصة بعد أن هبط عدد السياح الذين استقبلتهم تركيا في مايو/أيار الماضي أكثر من الثلث مسجلا أكبر انخفاض في 22 عاما.