كان التليفزيون المصرى باعتباره التليفزيون الرسمى للدولة هدفا للثوار، لما كان يبثه من أخبار مغلوطة، تعبر عن النظام الفاسد الذى سقط، لكن بعد إلقاء اللواء محس الفخرانى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة البيان الأول مساء يوم الخميس، وتأكد من مضمونه وقوف الجيش إلى جانب الشعب، حبس المصريون أنفاسهم، إذ دخل الطاعية فى الزمن الحرج، وأصبح خلعه قاب قوسين أو أدنى، وما بين البيان الأول وبيان التنحى فى اليوم التالى، عاش الشعب أطول ساعات عمره، لكن ماالذى كان يجرى فى كواليس ماسبيرو خلال تلك الساعات؟. التقينا بفارس كواليس ماسبيرو، صاحب أذاعة أول بيان حذر تجوال يوم 28/1/2010 بالأستاذ على مراد، مذيع بقطاع الإذاعة شبكة البرنامج العام، مدير عام البرامج الخاصة، وقال كنت فى غرفة الكنترول مع مهندس الصوت وضم إرسال الإذاعة والتليفزيون وعند سماعى كلمه تنحى حسيت إحساسا غريبا جدا إنى فى دنيا جديدة وكوكب أخر فرحت جدا. ويلتقط الحديث الدكتور حسن مدنى، مدير عام البرامج الثقافية بالبرنامج العام، مقدم برامج، للأسف أنا وكثيرون منعنا من العمل وساعتها كان عندى شفت، وتفاديا للاحتكاك بالمتظاهرين الذين حاصروا المبنى ذهبت لأصلى الظهر ورجعت عند إعلان بيان التنحى لتسلم العمل ومتابعة ردود الأفعال للمستمعين من خلال الفترات المفتوحة. الوضع كان سيئا للغاية داخل ماسبيرو، وكان حصار المتظاهرين للمبنى يزداد ساعة بعد أخرى، وكنا كلنا خائفون على البلد وعلى ماسبيرو وتحول المكان إلى تكنة عسكرية، وانتشر الجيش بشكل لافت قبل البيان، وصلنا إلى قمة القلق، هكذا بدأ حديثه معنا تامر شحاتة، مخرج الهواء باستديوهات البرنامج العام بقطاع الإذاعة، واستكمل قائلا: فى الساعة الثالثة عصرا (يوم جمعة التنحى) جاءتنا معلومات من زميلنا فى رئاسة الجمهورية، أن فيه بيان مهم بعد شوية، وحبسنا أنفاسنا حتى تمت إذاعة البيان، وأول حاجه عملتها جريت على الشباك علشان أشوف ردود أفعال الناس والمتظاهرين، لقيتهم فرحين جدا وفرحتهم اتنلقت ليا، وبقدر إحساسهم بالظلم والفساد كانت فرحتهم، وبالتأكيد هيكون بكرة أحسن من اللى فات. وفى غرفة كنترول استديو بقطاع الإذاعة قال لنا مهندس الصوت صلاح محمد أحمد الذى كان متواجدا من قبل التنحى بيومين، إنه بعد خطاب التنحى فرحت جدا بالتغيير، لكنى قلقت من القادم ومازلت قلقان وخصوصا فى ظل الفوضى الموجودة الآن. يروى شريف مجاهد، المخرج بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، ذكرياته عن لحظة إذاعة بيان التنحى قائلا: كنت فى كنترول استديو الهواء وقت إذاعة بيان التنحى، وعند دخول رئيس القطاع السابق عبد اللطيف المناوى، مع سيادة اللواء إسماعيل عتمان حسيت إن ده خطاب التنحى، وبالفعل بعد دقائق تأكد لى صدق ظنى، ففرحت جدا، وخصوصا أنى فتحت عينى على الدنيا مشفتش غيره فأنا عمرى 35 سنة، وحسيت إنه مش ممكن أن يمشى أبدا وموضوع التنحى سبب لى سعادة داخلية كبيرة. وبوجه بشوش متحمس يقول على عبد القادر، مخرج بقطاع الأخبار، أننى كنت بغرفة مخرجى الإخبار مع الأستاذ إبراهيم الصياد، وكان بيشغل وقتها منصب نائب رئيس القطاع وحاليا هو رئيس القطاع، كنا نرقب الموقف عن كثب ولحظة بيان التنحى فرحت جدا، وحسيت إن رغبة الشعب أتحققت فى التغيير. أما صبرى يونس، مقدم برامج فى قطاع الأخبار فقد كان مبتسما وهو يسترجع شريط ذكرياته، وقال إحنا تعبنا وتهمشنا كتير، وواصل: حسيت إن نتيجة الليسانس طلعت النهاردة وجبت امتياز وفرحت جدا جدا، وكانت أكبر فرحة لأن العهد ده وقع علينا ظلم كثير بلا سبب. المهندس وائل نبوى مهندس استديو الهواء يقول: بعد إذاعة بيان التنحى تركت غرفة المخرجين وذهبت إلى قلب الأحداث داخل قطاع القنوات المتخصصة بغرفة الكنترول، وكانت سعادتى لا توصف، وخصوصا إن الضغط كان زاد وحصار المتظاهرين والانتظار وتطبيق شغل 48 ساعة عمل متواصل، وأخذ خيوط الحديث الأستاذ نبيل السيد مشرف، مركز البث بالقنوات المتخصصة الذى قال: راجل حرمنا من لقمة العيش واداها لإسرائيل، وعن شعوره فى لحظة التنحى رد بحماس: سعادة ما بعدها سعادة.