رأيت أنى فى مكان واسع جدًا بين الأراضى الزراعية والناس حولى فى رعب وفزع يتخبطون وأنا أجرى وأقول بأعلى صوتى (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) وكنت أقرأها وأنا أبكى بكاءً شديدًا وأجرى بسرعة ولا أتخبط فى طريقى ولا أكلم أحد وفى النهاية وجدت والدة زوجى وخالته وخالى ممن أعرفهم وسط الناس ولا أعرف غيرهم.. فما تأويل ذلك جزاك الله خيرًا . التأويل: الناس حولك فى فزع دليل على وجود أناس حولك يرتكبون مآثم ويظلمون الناس فأحذرى من التعامل معهم - أما إن كان الفزع أصابك أنت وكان من الناس أو تذكرتى شيئا فرطى فيه فى حق نفسك فذلك أمان لك لقوله تعالى (لا يحزنهم الفزع الأكبر) الأنبياء 103 - والرعب تعب مؤقت ويزول سريعاً - قراءتك لقوله تعالى (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) الإسراء 13 : 14 . فالتأويل مرتبط بمعنى الآية فأخشى أن يكون هناك خطأ فى العقيدة نتج عنه خطأ فى السلوك لأن الصواب فى العقيدة ينتج عنه استقامة فى السلوك، وهذه الآيات تنبهك أيضاً أن تبتعدى عن التطير والتشاؤم وورد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) متفق عليه. وقوله تعالى (وكل شيء ألزمناه طائره فى عنقه) يعنى طائرك منك، سعادتك منك، شقائك منك، تيسير أمورك منك، تعسيرها منك، التوفيق منك والنجاح منك، الإخفاق منك، بحسب استقامتك لقوله تعالى (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) الجن 16. وأرجو أن يكون ليس عندك أى شك فى أن عملك وما قدر عليك هو ملازمك أينما كنت، خيره وشره لا يفارقك حتى تحاسبى به، وكونى على إيمان تام أنه ما من مولود إلا فى عنقه ورقة مكتوب فيها شقى أم سعيد، وكونى متفائلة دائمًا بالخير تجديه - وإذا كان البكاء بالعين فقط أى دون صراخ أو رنة أو عويل فذلك فرح شديد وسرور وضحك وإن كنت فى هم فذلك خروج من غم وزوال هم. وخروج الدمع البارد من العينين هو فرج ونجاة من غم، وإن كانت العين مملوءة بالدمع ولم يخرج فذلك مال حلال تصيبيه قريبًا إن شاء الله - وإن كان بكاؤك من خشية الله أو لسماعك هذه الآيات أو ندم على ما فرطت أو لذنب فعلتيه فذلك دليل على الفرج والسرور والرزق وزوال الهموم، ويدل أيضًا على الخشية والخوف من الله والبركة فى العمر. أما البكاء بصراخ ورنة فهو غير محمود لأنه يدل على الهم والنكد - وجريك بهذه الطريقة فإن كنت تعانى من مشاكل فى حياتك فمواجهة المشاكل تكون بالحل السديد ولا تهربي من المواجهة، والجري نجاة وأمن وأمان مما تخافين لقوله تعالى(ففرت منكم لما خفتكم).. والله أعلم.. وأدعو الله أن يرزقك خير هذه الرؤيا اللهم آمين .. أرسل رؤياك نفسرها فى الحال للتواصل مع الشيخ عبد الحى العسكرى على صفحة "المصريون" على "فيس بوك"