«هوس لا يمكن السيطرة عليه»، هذا ما استخدمه أحد معلقى التليفزيون لوصف رد فعل الجماهير الجنوب افريقية عندما تقدم منتخب بافانا بافانا بهدف أمام المكسيك فى المباراة الافتتاحية لكأس العالم. ولكن بعد مرور نصف ساعة فقط عندما سجل الفريق المكسيكى هدف التعادل، تحولت الأجواء من الرضا والاحتفال إلى التساؤل عما قد يحدث. وقال سينزو، عامل باستاد بورت اليزابيث، الذى مثله مثل أغلب مواطنيه، قام بإلغاء مهامه لمتابعة مباراة منتخب بلاده «اعتقدت قبل المباراة أن النتيجة ستكون على الأرجح الهزيمة، لذا فإننى سعيد بالتعادل، وحزين لعدم الفوز، ولكن على أى حال بات من الواضح أن كأس العالم انطلقت دون أى عقبات». وفى كيب تاون حيث التقت فرنسا مع أورجواى، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع للاستمتاع بالأجواء. وفى مهرجان الجماهير خرج نحو 25 ألف مشجع منذ الصباح الباكر للاحتفال بالطبيعة الخلابة للمدينة وسط سحر جبال «تيبول ماونتين»، ولكن ذلك لم يمنع الآلاف الآخرين من التدفق، أملا فى العثور على الموقع المناسب لمشاهدة أبطالهم على الشاشات العملاقة. وتهادت أفرع الأشجار الرفيعة تحت ضغط الأوزان الثقيلة لعشرات المشجعين، الذى تسلقوا الأشجار لمشاهدة المباريات من أعلى، مما شكل تهديدا بإمكانية سقوطهم على رؤوس الراقصين والآخرين الذين أخذوا يعزفون على آلة الفوفوزيلا. وصعد أحد المشجعين المغامرين إلى سطح محطة الحافلات المجاورة، فيما صعد ثلاثة من رجال الشرطة على سلم سيارة المطافئ فى محاولة لإقناعه للنزول ومشاهدة المباراة من أسفل، ولكن انتهى بهم الأمر بمشاهدة المباراة بصحبته من فوق سطح محطة الحافلات. وهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل على أرض الواقع أخذوا العظة من المتسلقين، وأخذوا يصيحون ويهتفون دون أن تكون هناك فكرة واضحة، ولكن لم يغادر أحد موقعه. وفى دربان جاء التعادل المكسيكى ليسكب الماء البارد على مهرجان الجماهير ناحية المحيط، وهو الموقع الذى تم اعتباره أكثر الأماكن دفئا لمشاهدة مباريات كأس العالم، ولكن ذلك لم يوقف الاحتفال القائم حيث رقصت الجماهير المحتشدة بعيدا بشىء من خيبة الأمل. وفى مدينة بلومفونتين، النائمة دائما، هبت عاصفة برد قارس بمجرد إطلاق الحكم صافرة النهاية، ولكن كرات الثلج كبيرة الحجم لم تمنع الجماهير من الخروج والتلويح بالأعلام. ولكن فى مدينة جوهانسبرج التى استضافت المباراة الافتتاحية ظهرت مشاعر خيبة الأمل بين الجماهير الجنوب أفريقية والمكسيكية على حد سواء.