حول معبد إسنا، أحد أهم المعابد الأثرية فى مركز إسنا بالأقصر، توجد منطقة تحمل اسم المعبد، ورغم عراقة المنطقة ووجودها حول معبد أثرى وسوق سياحية إلا أن مبانيها آيلة للسقوط، ولا يوجد بها أى نوع من الخدمات، ما دفع سكانها إلى هجرها. تجولنا فى شوارع القرية بصحبة اثنين من سكانها وهما أنور سراج الدين والطيب محمد خضرى، وبدأت الجولة بالمعبدالأثرى، المخصص لعبادة الإله خونم، والذى لم يكتشف منه حتى الآن سوى الصالة الأولى فقط أما باقى أجزاء المعبد، فمازالت مختفية تحت المساكن العشوائية فى المنطقة، ويعود المعبد، إلى العصر الرومانى، وبه 24 عموداً يحمل كل عمود تاجاً مختلفاً عن الآخر، ولا يقتصر الاعتداء على المعبد على من يعيشون فوقه بل يشمل أيضاً طيور الحمام التى بنت أعشاشاً فى تيجان أعمدته وشوهت نقوشه بمخلفاتها. يقول «الطيب»، إن منطقة معبد إسنا هى منطقة التقاء حضارات بها آثار تمثل جميع العصور من الفرعونى إلى الإسلامى إلى القبطى، ومنازل تاريخية قديمة تحتاج إلى ترميم، مشيراً إلى أنه قبل الثورة كان هناك مشروع لتطوير المنطقة وإزالة المساكن العشوائية وإعادة اكتشاف باقى أجزاء المعبد لكنه توقف مع أحداث الثورة. فى شوارع المدينة شبه المهجورة رأينا ماسورة صرف صحى على حائط أحد المنازل تصب مياه الصرف فى برميل وضع فى الشارع، ووجدنا جزءاً من عمود أثرى ملقى على الأرض، ومئذنة تعود للعصر الفاطمى وأبواب أثرية قديمة وعتبات تحمل تاريخ إنشائها مختفية تحت أكوام من القمامة والردم. يقول «أنور»: «المدينة الآن شبه خالية لأن المنازل لا تصلح للسكن فهى آيلة للسقوط ولا يوجد بها أبسط الخدمات، ولم يعد يعيش فى المنطقة سوى من لا يملك المال لتأجير مسكن آخر خارجها»، ويضيف: «نريد مساكن نظيفة، ونتمنى أن تنظر الدولة للمنطقة وتعيد ترميم مبانيها التاريخية». يعيش سكان منطقة معبدإسنا فى انتظار مشروع التطوير لتحسين أحوال منازلهم، وحياتهم فى منطقة تملك كنوزا أثرية وسوقاً تجارى تعد من أقدم الأسواق، يطلق عليه سويقة القيسرية، وهى من أقدم السويقات، ولا يوجد مثيل لها سوى فى أسيوط وقوص.
