التقى الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس كتلة نواب الإخوان المسلمين بمجلس الشعب، أمس بمقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، فى اجتماع مغلق بينهما ناقشا خلاله سبل التحرك المشترك بين البرادعى والجماعة فى إطار جمع التوقيعات على بيان «معاً سنغير»، والعمل على تحقيق المطالب السبعة التى ينادى بها البيان، وأهمها تعديل المواد الدستورية 76، 77، 88، وإلغاء حالة الطوارئ وعودة الإشراف القضائى على الانتخابات ووجود رقابة دولية عليها والسماح للمستقلين بالترشح لرئاسة الجمهورية. وقال الدكتور محمد البرادعى، عقب اللقاء: «هذا ليس أول لقاء بينى وبين الكتاتنى وسنستمر فى اللقاءات لأن هدفنا مشترك وهو الانتقال إلى نظام ديمقراطى بأسلوب سلمى يكون الشعب فيه هو صاحب القرار وآمل أن يحدث ذلك فى خلال عام وقبيل انتخابات 2011»، مشيرا إلى أن التغيير لن يحدث فى خلال يوم وليلة، موضحا أن الإخوان هم جزء من الشعب المصرى ولهم كامل الحق فى أن يكون لهم حزب سياسى يشاركون من خلاله فى الحياة السياسية فى إطار الدولة المدنية، وهذا ما أكده الكتاتنى خلال اللقاء، كما أكد البرادعى أن اللقاء لا يأخذ شكل الضغط على النظام، خصوصا بعد انتخابات مجلس الشورى الأخيرة والذى وصفها البرادعى بأنها «أكبر دليل على فساد النظام السياسى المصرى»، وإنما هو نتيجة عمل مشترك بينه وبين ممثل جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن لقاءه المرشد العام للجماعة قد يكون مطروحا فى المستقبل ومن جانبه يرحب به بشده، كما أوضح البرادعى أن إشراك الإخوان فى الحياة السياسية شىء ضرورى ودورهم فى المرحلة المقبلة سيكون مؤثرا بشكل كبير، حيث إنه لا يجوز أن يتم تشخيص مسأله التغيير وأن يتم عن طريق فرد بمفرده، وإنما يجب أن يشارك فيه مختلف طوائف الشعب المصرى، وأشار البرادعى إلى أن اعتقاد البعض بأن الجمعية الوطنية للتغيير مرتبطة بشخص واحد يعد إهانة بالغة للشعب المصرى فهى جمعية يشارك فيها الجميع من اليسار إلى اليمين. من جانبة أبدى الدكتور سعد الكتاتنى بالغ سعادته باللقاء والذى وصفه ب«مهم جدا فى المرحلة الحالية»، وقال الكتاتنى: «اتفقنا على إطار معين للعمل فى المرحلة المقبلة لتفعيل المطالب السبعة التى ينادى بها بيان «معاً سنغير»، وسنتحرك فى إطار يجمع كل المصريين من مسلمين ومسيحيين وأغنياء وفقراء، وهى الجمعية الوطنية للتغيير من أجل تأكيد هذه المبادئ من خلال تكثيف نشاط الجماعة فى الفترة المقبلة، وسيكون جمع التوقيعات مفتوحاً فى الفترة المقبلة، وأبدى الكتاتنى تحفظه الشديد على «أن يعلن أن الجماعة ستقوم بجمع التوقيعات فى الفترة المقبلة»، ولكنه أوضح: «ستشهد الأسابيع القليلة المقبلة حركة أكثر نشاطا من جماعة الإخوان المسلمين داخل الجمعية الوطنية، والجماعة لم تمنع أحداً من أعضائها عن التوقيع على البيان»، وأضاف الكتاتنى: «إذا استطعنا الحصول على عدد كبير من التوقيعات تعبر عن إرادة الشعب المصرى، حينئذ ستكون الخطوة الأولى وتليها خطوات أخرى من أجل التغيير، وإذا تطلب الأمر النزول للشارع ستكون الجماعة هى أول من يقوم بذلك» وهى الكلمة التى عقب عليها البرادعى قائلا: «التغيير السلمى لابد أن يبنى على استراتيجية ولابد من الفصل بين العقل والعواطف». وأشار الكتاتنى إلى أن مشاركة الجماعة بشكل أكثر نشاطا داخل الجمعية فى الفترة المقبلة ليست لها أى علاقة بانتخابات الشورى والتى وصفها بأنها «لم تكن هناك انتخابات ليبنى عليها رد فعل»، وأوضح الكتاتنى: «لم أتحدث مع البرادعى فى أجندتنا الداخليه، ولكن حديثنا دار حول أجندة الإصلاح»، منوها بأن الجماعة لم تقم بأى صفقات سياسية مع البرادعى ولكنها رؤى مشتركة.