«الفخ.. الورطة.. الفشل.. المنبوذون».. تلك أغلب العناوين التى حفلت بها الصحف الإسرائيلية فى معرض انتقادها للهجوم الإسرائيلى على قافلة الإغاثة «أسطول الحرية» فى البحر المتوسط. وطالبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بتشكيل لجنة تحقيق قضائية معتبرة أن «إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لفشل الجيش فى وقف قافلة المساعدات». وكتب عاموس هرئيل وآفى يسسخروف فى الصحيفة، معتبرين أن الهجوم تسبب لإسرائيل فى ضرر دولى غير مسبوق، لا يمكن التخلص من آثاره حتى إذا نشرت إسرائيل صوراً تثبت أن الناشطين الدوليين هم الذين بادروا بالهجوم على جنود الكوماندوز الإسرائيلى وليس العكس، فالعالم كله فهم هذه الحادثة على أنها استخدام مفرط للقوة من جانب إسرائيل، وطالب هرئيل الحكومة الإسرائيلية بالعمل بسرعة لمنع قيام انتفاضة ثالثة. أما صحيفة يديعوت أحرونوت فعنونت صفحتها الرئيسية بكلمة «الفخ» بالبنط العريض وكتبت: الجنود يصفون وقوعهم فى الكمين الذى نصبه لهم النشطاء فى السفن، فيما انتقد المحللون وإصحاب الأعمدة فى الصحيفة الحكومية، ودعوا وزير الدفاع إيهود براك إلى الاستقالة من منصبه، وتطرقت الصحيفة للانتقادات الدولية، وقالت تحت عنوان «منبوذون» إن عواصم العالم شهدت تظاهرات مناوئة لإسرائيل وتنديدات لم يسبق لها مثيل بما فيها الدعوات إلى محاكمة المسؤولين فى إسرائيل. ورأت الصحيفة أن الإعلام فشل فى شرح الموقف الإسرائيلى للعالم، وقال الكاتب رون بن يشاى، فى صحيفة يديعوت أحرونوت إن أكبر ضرر لحق بإسرائيل من جراء هذه الحادثة، هو فقدانها للشرعية فى حربها على حماس، وكذلك فقدان التحالف مع تركيا، ولفت يشاى، إلى أن السيطرة الإسرائيلية على السفينة التركية مرمرة، سيكون له الكثير من الآثار السلبية ليس فقط على المكانة الدولية التى تحظى بها إسرائيل، وليس فقط على العلاقات مع تركيا، بل على الثمن السياسى الباهظ الذى ستدفعه إسرائيل من جراء هذه العملية، والذى من الممكن أن يكون رفع الحصار على غزة. واعتبرت صحيفة معاريف تحت عنوان «القصور والبطولة» أن إرسال وحدة النخبة فى جيش الدفاع إلى مهمة قتل النشطاء أثار موجة غضب فى العالم. وقال الكاتب إيال كتسير «هذه الحادثة تعمق من حالة التورط الإسرائيلى فى مستنقع سياسى وقعت فيه نتيجة اتخاذ قادتها عدداً من القرارات غير المدروسة وغير المسؤولة». ولفت إلى أن القرارات غير المدروسة التى اتخذتها الحكومات المتعاقبة هى التى جلبت كوارث سياسية على إسرائيل، أماالكاتب ياريف أوفنهاييمر، فقد رأى فى نفس الصحيفة أن أكبر ضرر لحق بإسرائيل من جراء هذه العملية هو فقدان المكانة الأخلاقية للدولة.