سيطرت مشاعر الحزن وخيبة الأمل على مشجعى كرة القدم فى غانا، حيث استيقظوا على نبأ استبعاد نجم خط الوسط مايكل إيسيان من صفوف المنتخب الغانى فى نهائيات كأس العالم. وأعلن الاتحاد الغانى لكرة القدم أن لاعب فريق تشيلسى الإنجليزى البالغ من العمر 27 عاماً لن يتعافى فى الوقت المناسب من الإصابة فى الركبة، التى تعرض لها خلال مشاركته مع منتخب بلاده فى كأس الأمم الأفريقية التى أقيمت بأنجولا فى وقت سابق من العام الجارى. ولا شك فى أن غياب إيسيان سيؤثر بشكل كبير على المنتخب الغانى الذى يتنافس فى الدور الأول بكأس العالم ضمن المجموعة الرابعة مع منتخبات ألمانيا وأستراليا وصربيا. كان إيسيان ساعد المنتخب الغانى فى الوصول إلى الدور الثانى ببطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، علما بأنها المشاركة الأولى لغانا فى نهائيات كأس العالم. وقال الصحفى الرياضى الغانى البارز كارل تافيور فى تصريحات لمحطة «جوى إف.إم» الإذاعية الغانية إن غياب إيسيان يعد أزمة كبيرة مثل التى قد يشعر بها المنتخب الأرجنتينى إذا غاب عنه النجم ليونيل ميسى. وأصبح المشجعون الذين احتفلوا قبل أسابيع قليلة بنبأ غياب النجم الألمانى مايكل بالاك عن منتخب بلاده فى المونديال، يشعرون بالألم الآن لغياب نجمهم إيسيان. وكتب مشجع كرة قدم غانى يدعى ياوكوسى فى موقع على الإنترنت «إنه بالتأكيد من أكثر الأيام حزنا فى تاريخ كرة القدم الغانية.. يتمتع بموهبة هائلة ودراية كبيرة باللعبة، سنفتقده بالتأكيد». ويتمنى العديد من المشجعين أن تحدث المعجزة ويتمكن إيسيان من المشاركة، لكن البعض الآخر يرى أن غياب إيسيان سيشكل فرصة للاعبين آخرين للخروج من ظل النجم. وكتب مشجع يدعى سير سى على موقع «غانا ويب» قائلا «العالم لا يمكنه استبعاد المنتخب الألمانى بسبب غياب بالاك، وبالتالى لا أحد يستطيع التشكيك فى قدرة المنتخب الغانى فى غياب إيسيان». والمثير للدهشة أن واحداً من المرشحين للمشاركة مكان إيسيان، هوكيفن برينس بواتينج المولود فى برلينبألمانيا، وهو لاعب فريق بورتسموث الذى التحم مع بالاك زميل إيسيان بفريق تشيلسى خلال مباراة الفريقين فى نهائى كأس الاتحاد الإنجليزى، والذى تسبب فى غياب بالاك عن كأس العالم 2010. وكان بواتينج قد شارك ضمن المنتخب الألمانى للشباب ولكن الاتحاد الدولى للعبة (فيفا) سمح له فى وقت سابق من مايو الجارى بتمثيل المنتخب الغانى، بعد أن اختار اللاعب تحويل ولائه للفريق الغانى، مبررا ذلك بأنه يعتقد أن اتحاد الكرة الألمانى لن يمنحه الفرصة للعب ضمن صفوف منتخب الكبار. وأصبح بواتينج -23 عاما- منبوذا فى ألمانيا، بسبب تدخله الذى أسفر عن إصابة بالاك، وينتظر أن يواجه مشكلات مع المشجعين الألمان فى حالة مشاركته مع المنتخب الغانى فى مباراته أمام نظيره الألمانى بالمجموعة الرابعة بكأس العالم. وربما يكون بواتينج فى مواجهة غضب بلد بأسرها، لكن إيسيان يواجه أيضا انتقادات. وينتاب الشك بعض المشجعين الغانيين، حيث يعتقدون أن نادى تشيلسى وإيسيان يستغلون الحديث عن خطورة الإصابة، كى يغيب إيسيان عن كأس العالم ويكون منتعشاً ومستعداً بشكل جيد للموسم المقبل. بينما يعتقد آخرون أن سوء الحظ يلازم إيسيان بسبب الطريقة التى يعامل بها والده جيمس البالغ من العمر 77 عاما. وصرح جيمس إيسيان، الذى يعيش فى منزل من الطين فى منطقة ريفية بغانا ويعانى من حالة صحية سيئة، لصحيفة «ديلى جايد» الغانية بأنه لم ير مايكل منذ 15 عاماً، وأن محاولاته للاتصال به قوبلت بالصمت. ورغم تلك العلاقة السيئة، قال جيمس إيسيان إنه شعر بخيبة أمل لسوء حظ نجله مايكل. وقال جيمس إيسيان «أشعر بخيبة أمل لعدم مشاركته (مايكل إيسيان) فى كأس العالم، شعرت بحزن عميق عندما سمعت ذلك. وأضاف «لم أتناول أى طعام منذ أن سمعت أنه لن يسافر مع المنتخب إلى جنوب أفريقيا».