قبل أيام على انطلاق بطولة كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، يبدو أن المنتخب الشيلى لكرة القدم ومديره الفنى الأرجنتينى مارسيلو بييلسا يعانيان من وطأة شكوكهما وأشباحهما. وبين إصابة بعض اللاعبين واستنفاد طاقة آخرين واستحالة استعادة المستوى الذى ظهر عليه الفريق خلال تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال، تبدو الأمور مقلقة لبييلسا. لم يتوقف بييلسا، خلال آخر مباراة ودية للفريق الأربعاء الماضى عندما فاز على ضيفه الزامبى 3/صفر، عن الصراخ فى لاعبيه: «(ماركو) استرادا ما الذى تظن أنك تفعله»، «جونزالو (فييرو) مرر الكرة». لم يتوقف المدير الفنى عن إظهار غضبه لفريق لا يتمكن من إظهار الأداء الهجومى المتواصل الذى سمح له بالفوز عن جدارة خلال التصفيات على الأرجنتين وباراجواى وكولومبيا. بيد أن بييلسا حاول عقب اللقاء صياغة لغة مختلفة للتعبير عن انتقاداته، التى شاركته فيها العديد من وسائل الإعلام. وقال المدير الفنى «مستوى الفريق ارتفع وانخفض خلال اللقاء، لم يكن أداؤه متوازنا. بداية المباراة كانت كافية، لكننا ما لبثنا أن فقدنا تركيزنا أمام مرمى المنافس فى الفرص التى أتيحت. نحتاج إلى أداء مستقر ومتوازن». لكن الأشباح التى تتراءى بسبب الخوف من إخفاق أكبر لا تتعلق فقط ببييلسا. فالصحف المحلية تستدعى مشاركة الفريق فى مونديال 1982، عندما تأهلت شيلى إلى البطولة الإسبانية دون خسارة، كى لا تلقى فيما بعد سوى الهزائم أمام النمسا وألمانيا والجزائر. فى ذلك العهد، كان الفريق يتولى تدريبه مدير فنى آخر، حظى بالإعجاب فى عالم الكرة هو الشيلى لويس سانتيبانيز، لكنه كان أيضا يتمتع بنجوم كبار مقارنة بالجيل الحالى. يضم هؤلاء النجوم إيلياس فيجيروا، الذى اختير أفضل لاعب فى الأمريكتين ثلاث مرات رغم أنه لحق ببيليه لاعبا، وكذلك كارلوس كاسلى الهداف الأول لكرة القدم الشيلية عبر تاريخه. واليوم تعتمد شيلى على لاعبين آخرين، لكن العديد منهم يعانون من تراجع المستوى فى الوقت الحالي، فالمهاجمان أومبرتو سوازو واستيبان باريديس، على سبيل المثال لا الحصر، يعانيان من الإصابة. ب هذا الشكل باتت «ثورة بييلسا» التى تغنت بها الجماهير على المحك، على خلاف عام 2009، عندما وصل الأمر ببعض المشجعين إلى المطالبة بمنح المدرب الأرجنتينى لقب «قديس».