بعد 18 شهرا من تعليق المفاوضات المباشرة، وما يناهز ال18عاماً من توقيع اتفاقية أوسلو 1993، جاء إطلاق المفاوضات «غير المباشرة» بين طرفى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، بوساطة المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل، ليلقى بظلاله على تاريخ من المفاوضات السرية والمعلنة. وطبقا للعلوم السياسية، تفقد المفاوضات جدواها إذا ما استنفد المناورون أوراقهم، وهو ما يرى منتقدو استئناف المحادثات أنه الحال بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى بعد 17 عاما منذ توقيع اتفاقية أوسلو، وهو ما وصفه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قبل 14 عاما ب«سلام الأوهام»، فى كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل». فرضت المستجدات الحالية إعادة قراءة ما جاء فى الكتاب من كواليس لأكبر وأطول عملية تفاوض فى التاريخ المعاصر، تماما كما فرض إطلاق المفاوضات غير المباشرة تفنيد موقف الرافضين لمبدأ المفاوضات، استنادا إلى أن طول أمدها لم يفضِ إلى سلام حتى الآن، فالأحداث القريبة والأرقام المعلنة تبرهن على أن فترات التفاوض الحقيقية لم تتجاوز بضع سنوات من المحادثات المتقطعة، تخللها الكثير من التوتر الناجم عن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.