هو عنوان الندوة التى نظمها «تحالف المصريين الأمريكيين» فى الولاياتالمتحدة، بالتعاون مع قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة مدينة نيويورك، ومع مركز «ألوان» للفنون. عقدت الندوة يوم السبت الماضى، فى إحدى أكبر قاعات الجامعة المشاركة فى تنظيمها، وحضرها أكثر من 200 شخص امتلأت بهم القاعة عن آخرها، وهو شىء نادر الحدوث فى الجامعات الأمريكية. الغالبية الساحقة من الحضور كانوا من المصريين المهاجرين الذين استقر بهم الحال فى الولاياتالمتحدة منذ سنوات طويلة، إضافة إلى بعض الأساتذة والطلاب الأمريكيين المتخصصين فى دراسات المنطقة. وقد شاركت ببحث فى هذه الندوة مع نخبة من الأساتذة والباحثين المصريين كان من بينهم الدكتور يحيى الجمل، الفقيه الدستورى المعروف، والدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية» التى يصدرها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، والدكتور جودة عبدالخالق، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، والدكتور صبرى حافظ، أستاذ الأدب المقارن بجامعة قطر، والأستاذة منى أنيس، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلى الأسبوعية. أقيمت الندوة بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس «تحالف المصريين الأمريكيين» برئاسة المهندس محمود الشاذلى، وهى منظمة غير حكومية تسعى لتنظيم صفوف المصريين المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة، وأهم ما يميز هذه المنظمة: 1- طابعها غير الطائفى، حيث تضم مسلمين وأقباطاً دون أى تمييز، 2- التزامها بالخط الوطنى العام فى رؤيتها للأوضاع فى مصر دون قولبة أو انحيازات أيديولوجية مسبقة، 3- الحرص على المشاركة والتفاعل مع الأوضاع العامة فى مصر والاستعداد للقيام بكل ما هو ضرورى ومطلوب للارتقاء بأوضاع مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. لقد بدا واضحاً منذ اللحظة الأولى حرص الحضور على معرفة ما يجرى فى مصر فى جميع المجالات، خاصة ما يتعلق بالحراك السياسى الراهن الذى يتابعون أخباره بكل تفاصيلها. ولأنهم يتطلعون إلى أن يكونوا جزءاً فاعلاً فى هذا الحراك، فقد لاحظت أن لدى العديد منهم رغبة حقيقية فى المشاركة السياسية، وأن المنظمة بدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات عملية محددة لمطالبة السلطات المصرية بتمكين المصريين من التصويت داخل القنصليات المصرية هناك فى كل الانتخابات العامة فى مصر منذ الآن فصاعدا، خاصة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. ورغم تناول الندوة مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن الجانب السياسى سيطر على مسارها. ومع ذلك فقد حرص الجميع على أن تكون المعالجة موضوعية وعلمية قدر الإمكان، وهو ما ساعد عليه انعقاد الندوة داخل الحرم الجامعى، من ناحية، ونوعية المشاركين فيها، من ناحية أخرى. وقد أثارت الندوة قضايا مهمة سنحاول أن نشير إلى بعضها غدا إن شاء الله.