24 عاماً، هى سنوات عمره، و6 أعوام فقط هى ما فاته فى عصر مبارك، تعلم فى مدارس ترفع صوره، ولم يعرف - طوال عمره - رئيساً سواه.. محمد جابر، شاب يدرس فى كلية التجارة، ويعمل مصمم جرافيك، يتحدث عن كونه مواطناً فى دولة الرئيس مبارك. ■ كيف يستطيع شاب تقييم رئيس لم ير غيره؟ - ممارسة العمل السياسى لا تحتاج إلى تجربة عدد كبير من الرؤساء لاختيار الأفضل، لأننى لا أقيم الرئيس، أنا أقيم سياسات أتأثر بها يومياً، وفساداً يأخذ من نصيبى وحقى بشكل شخصى، لم أرى فى حياتى أى رئيس آخر، وهذا فى حد ذاته يعبر عن أزمة لأن التغيير فى طريقة التفكير والتقييم مطلوب. ■ هل التغيير مطلب فى حد ذاته؟ - وجود نظام وضع اسم مصر فى جدول أكثر الدول فساداً فى العالم، سبب كاف للمطالبة بالتغيير، ووجود نظام يعتمد على قانون الطوارئ وشباب مثلى لم يعيشوا ولو لأيام خارج حالة الطوارئ، أمر آخر يدعونا للتغيير. أن يظل شاب طوال عمره مسكوناً بهاجس الخوف من أمين شرطة أو مخبر، حركة الطمع فى 10 جنيهات للاشتباه فيك، ووضعك تحت رحمته، وأن يتحول الشباب فى مصر إلى كائنات خائفة وجبانة من أى بدلة ميرى، كلها أمور تدعونا للتغيير والتفكير فى جدوى حالة طوارئ تحمى النظام ولا تحمى المواطنين. ■ كل عصر وله مشروعه القومى الذى يتحد خلفه الشباب.. ما هو المشروع الذى تريد تنفيذه؟ - لا يوجد مشروع قومى بالمعنى الحرفى للكلمة، ولكن ما نعيشه فى مصر الآن، وجود عدد كبير من المشروعات القومية، تبدأ بالقدرة الفذة لدى النظام على تهجير مصر وبيعها بأعلى سعر، وتصل إلى أهم مشروع قومى للنظام، وهو تحويل مصر لشركة مساهمة، لا يملك فيها إلا الأثرياء فقط، ولو تتبعنا سياسات النظام بداية من الثمانينيات، لرأيناها كلها تخدم هذا المشروع، وصولاً إلى ما نراه حالياً من فوارق كبيرة بين الطبقات، ووجود تعليم حقيقى وعلاج حقيقى فقط للأثرياء. ■ كيف ترى ما يقال عن قدرة وحكمة النظام الحالى وقدرته على إدارة ملف الشؤون الخارجية بتميز؟ - النظام الحالى استطاع بامتياز تشويه صورة مصر، وإهدار دورها الإقليمى والعالمى، لأنه نظام لا يهتم إلا بالعلاقات مع أمريكا وإسرائيل، وهو ما يظهر بوضوح جلى فى ملف دول حوض النيل، وكيف استطاع النظام الوصول بهذا الملف إلى هذه الدرجة. الجيل الذى تربى فى ظل هذا النظام، جيل مظلوم، أحياناً أتخيل أننا نخوض حرباً حقيقية مع النظام، يريد فيها تطفيشنا إلى خارج البلاد، ونحن نرفض ونقاوم. ■ هل وجود مظاهرات بشكل متزايد دليل على وجود هامش ديمقراطى أكبر؟ - المظاهرات دليل على سوء الأحوال، وأن «الناس فى مصر زهقوا»، ومن المظاهرات يستطيع أى متابع رصد كم الفشل والإحباط الذى يعيش فيه المصريون، وكيف تحول الشعب كله إلى ساكن للرصيف احتجاجاً واعتراضاً على ممارسات النظام السالبة والمهدرة للحقوق، بالإضافة إلى أن المظاهرات فى الشوارع حق مكتسب، استطعنا تحريره من قبضة النظام الأمنية بعد حرب طويلة