مجنون شم النسيم

فى شم النسيم، اليوم دعا الداعى ولبّينا نداء الوطن وخرجنا إلى كل الميادين إلا ميدان العمل، وخجلان بلا سبب وكأننى أنجبت أنثى لبدوى، فأنا أكتب اليوم من داخل إحدى الحدائق فى يوم يتعانق فيه «الماوردى» مع «الفسخانى» فى جلسة صلح، فاطلب حضرتك من البائع مع المقال «وردة» وكل عام وأنتم بخير.. ويجلس بجوارى فى الحديقة موظف حكومى يبدو من منظره أن الفساد موجود فى العالم كله حتى فى الحديقة، فكلما طلبت منه «بصلة» يطلب منى تصوير «البطاقة» ثم يطمئننى بأن قانون الطوارئ لن يطبق إلا على المولود الثالث،
وينصحنى بأن أخلط برنامج الرئيس بوعود البرادعى حتى أتجنب أخطاء الأطباء، وقال إن عنده ثلاثة أبناء و«فتق إربى» وأن أطباء التأمين الصحى نصحوه بأن يستمع مؤقتاً إلى أغنية «شيرين» لحين توفر العلاج، ثم أشار إلى زوجته وقال: (هيه كمان مخلفة منى ثلاثة أبناء).. فاقتربت منى زوجته وهمست لى: (خلى بالك يا أستاذ ده لسه طالع من الخانكة لعدم توفر الأدلة).. فحاولت أن أستأذن، لكنه رفض أن أغادر الحديقة أثناء مواعيد العمل
وقال لى: (البلد تمر الآن بظروف حساسة ولو انتظرت ساعة واحدة هتلاقيها بتمر من أمام الحديقة).. فصرخت فيه زوجته: (مالكش دعوة بالبلد كفاية ودوك الخانكة وكتبوك تعهد إنك تسمع شيرين وكان عندك إمبارح جلسة كهربا والمحامى أجلها بمناسبة يوم الأرض).. فقال لى الرجل موضحاً: (هى تقصد يوم الأرض اللى وزعوها).. ثم قال لى إن الكفن مالوش جيوب لكن البدلة لها.
 وأضاف: (الجماعة دول بيفكرونى براجل كان شايل بطيخة وماشى ورا جنازة والناس قعدت تشاور على البطيخة وليس الجنازة وتقول «كلنا لها» والراجل رد عليهم وقال «ماحدش واخد منها حاجة»).. وصرخت زوجته: (اسكت مالناش دعوة همه أحرار فى البطيخة بتاعتهم).. فالتفت إلىَّ الرجل وقال: (نسيت أعرفك بأولادى الثلاثة «استقرار» و«تنمية» والكبيرة «رخاء» وبندلعها ونقول «كوارث»).. فصرخت فيه زوجته: (قلت لك اسكت المطبخ على العروسة لكن البلد على العريس)
galal_amer@hotmail.com