صندوق ورنيش جنب الحسين: دخلى 2 جنيه فى اليوم وصحتى تعبت ومش عايز حاجة من حد ومستنى أموت فى مكانى

هو بالفعل لا يملك شيئا من الدنيا لكنه لا يريد أى شىء، فنومه على الرصيف فى الشارع، وعدم قدرته على علاج نفسه من الأمراض التى أصابته، أفقداه الأمل فى الحياة، وجعلاه باستمرار لا يكف عن حمد الله وشكره، لكنه لا ينكر أنه يتمنى الموت ولكن.. إلى جوار مسجد الحسين.
من المنيا إلى القاهرة.. انتقل «عم محمد» للبحث عن فرصة عمل تعينه على الحياة، لكنه لم يجد فى «المحروسة» سوى مهنة ماسح أحذية فى ميدان الحسين، فقرر أن يعمل بها: «صحيح عمرى 63 سنة لكن بشتغل لأنى معنديش حد يعولنى، وبعدين أنا طول عمرى بشتغل، وأول مرة خرجت الشغل كان عندى 5 سنين».
وبعد 20 عاما من العمل فى الفرن قرر «عم محمد» أن يترك المنيا وينزل القاهرة، معتقدا أن الحياة فيها أفضل، لكنه اكتشف أنها أصعب، ومن عمل إلى آخر استقر أخيرا على مهنة ماسح الأحذية، ومنها تعرف على شريكة حياته، التى اتفق معها على الزواج، على أن يساعدا بعضهما فى المعيشة،
ولكن لم تستمر سعادته أكثر من بضع سنوات، فبعد أن رزقه الله بمولود جميل، أصيب هذا الطفل بمرض وتوفى، وبعده توفيت زوجته حزنا على ابنها الوحيد، وعاد «عم محمد» مرة أخرى إلى الشارع وإلى الوحدة: «بعد موت ابنى وزوجتى أصبت بتلف فى صمامات القلب وانفصال فى شبكية العين».
وأضاف: «بقالى 30 سنة بنام جنب مسجد الحسين والصحة مابقتش تساعد على الحركة والشغل، والناس استغنت عن ماسح الأحذية من ساعة ما الورنيش الجاهز نزل، ودخلى فى اليوم مابقاش يزيد على 2 جنيه.. ومع ذلك أنا مش عاوز حاجة من حد وعمرى ماهمد إيدى لحد ولا آخد علاج وأنتظر الموت جنب (الحسين).