ربط العالم المصرى الدكتور فاروق الباز، أستاذ علوم الفضاء فى جامعة بوسطن الأمريكية، بين تطور وتنمية مصر، والإنفاق على تطوير البحث العلمى والتعليم، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالإنفاق على التعليم، أكثر من أى مجال آخر كما فعلت الدول الآسيوية كاليابان، وتايلاند، وسنغافورة، وكوريا لتصل إلى ما هى عليه الأن. وأضاف الباز، فى كلمته التى ألقاها عبر «الفيديو كونفرانس» أمس الأول، ضمن فعاليات التعريف بمهرجان القاهرة الدولى للعلوم الذى يبدأ أعماله فى الجامعة الأمريكية الشهر المقبل، أنه لابد من وقف الإنفاق على أى شىء آخر فى مصر غير التعليم، لتحقق النقلة النوعية العلمية المأمولة، مؤكدا أن الاستثمار فى طاقة البشر والإنسان أهم من الإنفاق على الطاقة، لأن الإنسان هو الذى سيكون قادرا على الإنتاج والعمل والتفكير إذ ما تم تعليمه وتنميته. وأوضح الباز، الذى عمل سنوات طويلة فى وكالة «ناسا» الأمريكية للفضاء، فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب كلمته، أن هناك نقصا شديدا فى الاهتمام بالتعليم فى مصر، مما جعلها خارج خريطة العلوم عالميا، مشيرا إلى أن تدريس المواد العلمية تدنى مستواه فى جميع المراحل التعليمية من الروضة إلى الجامعة خلال ال30 أو 40 سنة الماضية. واقترح الباز أن يكون لدى مصر هدف واحد خلال السنوات العشر المقبلة لإصلاح البنية التعليمية، هو رفع مستوى العلم والمعرفة فى جميع المراحل التعليمية، وإدراك أنه ليس هناك سبيل لتحقيق التنمية فى مصر إلا بالتعليم الجيد. ونفى الباز أن تكون هناك أى علاقة بين الحديث عن هجرة العلماء المصريين إلى الخارج، وإقامة هذا المهرجان العلمى لإبراء ذمتهم، قائلا إن المهرجان يحاول إنقاذ العلماء المصريين الشباب فى مصر بتشجيعهم على المشاركة بأبحاثهم، وهو بالتأكيد سيأتى بثماره بعودة العلماء الموجودين فى الخارج إلى بلادهم عندما يصبح هناك اهتمام بالبحث العلمى. وتابع الباز: «مصر فى حاجة إلى تنمية تكنولوجيا العلوم فى كل المجالات حتى تستطيع أن تخدم المواطن العادى وتقدم له حلولاً علمية متعلقة بإدارة ظروف حياته، خاصة أن إقناع الناس بأهمية البحث العلمى وخلق معرفة لديهم داعمة له، صار أمراً مهماً جدا لتنمية المجتمعات وإيجاد فرص عمل للأجيال المقبلة. وقال الباز إن مهرجان القاهرة الدولى للعلوم الذى تبدأ فعاليته فى أبريل المقبل، بالتعاون بين جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية، ودار الأوبرا المصرية، يهدف إلى تعريف العالم بمساهمة مصر فى مجال التكنولوجيا والبحث والعلمى، خاصة أن أوروبا وأمريكا لا يعرفون شيئا عنا، وربما هذا المهرجان يجعل الغرب يدرك مدى تقديرنا للعلم. ولفت الباز إلى أنه يتم النظر إلى هذا المهرجان فى أمريكا، على أنه مهم جدا، خاصة للطلاب الصغار لأنه يتيح لهم فرصة الإبداع والتفكير، كاشفا عن أن هناك دولا عربية خاصة دول الخليج باتت تهتم بإقامة المهرجانات العلمية سنويا مثل الإمارات وقطر وعمان. وأكد الباز أن هذا المهرجان الذى يأتى فى إطار التعاون أيضا مع معهد ماساتشوستس الأمريكى للتكنولوجيا بجامعة هارفاد ضمن الاحتفال بالمهرجان العلمى هناك يدفع الطلاب المصريين للمشاركة والتعاون مع العلماء فى إطار تقديم الخبرة العلمية لهم فى مجال الاحتراف فى العمل وتقدير الاختراعات والبحث العلمى وأهميته بالنسبة للمجتمعات. ولفت الباز إلى أن غالبية المهرجانات التى حضرها تهتم بتقييم المشروعات العلمية للطلاب لمنح أصحاب المشروعات الفائزة جوائز، وهو الأمر الذى يعتبره مهما جدا لدعم الطلاب حيث إن تمييزهم يدفعهم إلى الاستمرار فى البحث، معرباً عن أمله فى أن تتبع مصر ذات الأسلوب فى تشجيع الطلاب على المشاركة بمشروعاتهم العلمية. يعد المهرجان القاهرة الدولى للعلوم، هو الأول من نوعه فى مصر فى إطار مبادرة العلوم والمجتمع التى تهدف إلى زرع ثقافة تعتمد على الإبداع والابتكار، وسيشارك فيه علماء من جميع دول العالم على رأسهم الدكتور فاروق الباز وأساتذة من جامعتى هارفاد، وميرلاند الأمريكتين.