أرمنت وصلتنا عن طريق الموروث الشعبى والطرب الأصيل لزكريا الحجاوى وخضرة.. لا لا لا.. وحبيبى فى إسنا وأنا بلدى أرمنت.. وآه.. وآه لا لا..!! منذ الخمسينيات وسهرات شادر الحسين وأنا أريد حل لغز كلمة أرمنت؟.. حتى دعانى أبوالأثريين فى مصر العليا الراحل د. محمد الصغير لحضور مناقشة رسالته للدكتوراه عن «الإله منتو»، إله الحرب، والضراوة، التى أخذت اسمها أيون منتو من اسمه ورغم ولعى بتتبع المصرى القديم وتوسيعى للخطاوى بين الأقصر البديعة وسوهاج الشامخة بمعبد أبيدوس والمنيا وآثار قصر إخناتون وأول مسبح داخلى فى التاريخ، وآثار بنى حسن الرائعة بداية من بنى سويف وهرم ميدوم.. وكل ما يحيط بالجيزة إلا أننى لم أطفئ شوقى لأرمنت رغم ادعائى العودة للجذور الفرعونية والقبطية بالذات بعد ثبات آيات القرآن عن الفرعونية والقبطية فى وجدانى، وكانت آياته مرجعى فى سحرة فرعون. أعادنى د. سمير فرج بإرادته الفولاذية وعسكريته، التى ذوبها فى الثقافة للبحث عن أرمنت بأوراق تعيد المدينة إلى عصر كانت فيه أم مدائن العصر الإمبراطورى المصرى، وكأنها كانت تغير أسماءها لتظل فى الوجدان، ففى اليونانية كانت «هرميتس» وفى القبطية «هرمنت» ثم استقرت فى العربية على أرمنت بلد حبيب خضرة الذى خطف قلبها كما خطف قلبى وقلمى، ولست أضيف جديداً لحماس د. سمير فرج ولكن أبتعد بهذا الحماس عن الأقصر التى قفز بها خمسين عاما إلى الأمام، وأعاد لنا الكرنك أربعة آلاف عام ليصبح جديدا مطلا على النيل كما كان، وطريق الكباش يربط ما بينه وبين معبد الأقصر تماما كما أقامه المصريون القدماء. أرمنت يا دكتور سمير ليست أقل من الأقصر ولو كانت أقل فى كم الآثار، ولكنها تماثلها فى الأهمية التاريخية وتفوقها فى خطو الأنبياء. ففى أرمنت فى سوقها الموجودة حتى الآن تم بيع النبى يوسف عليه السلام بعد أن التقطه بعض السيارة من الجب وعلى شاطئ نيلها وضعت أم موسى ابنها وقلبها يخفق بالدعاء حتى يصل إلى يد رحيمة، وينقذ من الموت، وعلى أرضها وفى صرح مليكها الفرعون تحدى السحرة موسى فأكلت حيته عصيهم وحبالهم بقدرة من الخالق الأعظم. «أرمنت» يا دكتور سمير مهد الأديان فى مصر القديمة، فقد كانت مركزا لأسقفية كبيرة ذات أثر كبير فى الشعب القبطى فى ذات العصر، ثم تمركز فيها بعض الشيعة فى العصر الإسلامى، وكذلك كانت قوص تقابلها بتمركز المذهب السنى كحال أهل مصر. أرمنت مكان خصب يا دكتور سمير لأحلامى التى أنقلها لأحلامك وأدعوك لاختراق الأحلام بأفلام تسجيلية لكل القرى والصناعات البيئية وما تصوغه أيدى بشر أرمنت من فنون رائعة، أدعوك لإعادة صياغة حكاية بيع سيدنا يوسف فى سوق أرمنت بالتعاون مع قصر ثقافة أرمنت بحيث تكون إحدى فعاليات مهرجان أرمنت السنوى، وكذلك سحرة فرعون وأم موسى تلقيه فى اليم من نفس المكان لتصبح المدينة مستقبلة لسياحة داخلية ما بين الآثار والمهرجان.. أعلم أسلوبك فى التحرك المحسوب والمرسوم بحيث تضمن الثبات لمشاريعك، وأنك لست من الذين يقومون بفرقعات ولا يفعلون. أعلم جيدا أنك تدرس معاركك سواء قبل الدخول فى المعركة أو بعد اقتحامها.. فقد استعملت العسكرية فى دفع الثقافة إلى فعل! معركتك فى اقتحام الظهير الصحراوى ليست أهم المعارك، لأن البشر فى هذه المنطقة مرتبطون بحركة التاريخ ومحتاجون لدراسة لاقتحام الصحراء ربما طرحنا مسابقة مع وزير الإسكان الواعى أحمد المغربى لمواجهة النزول إلى الصحراء بشكل جاذب لناس الصعيد. أعلم ولعلك باستكمال النواقص والمنطقة الصناعية التى أخبرتنى بأنها تصل إلى أقل من ألف فدان تحتاج إلى الاهتمام بحيث يتم تثبيت تلك الصناعات المهمة، وأعتقد أنها سوف تكون جاذبة للشباب من مصر كلها بدلا من النفوق فى البحر والعذاب فى الغربة. د. سمير فرج.. ومعك بركة الأنبياء يوسف وموسى وإخناتون.. هل نطمع فى عقود عمل لشبابنا فى أرمنت؟ فى مدينة صناعية عالمية؟ أعلم أن الوزيرة فايزة أبوالنجا القوة الجاذبة للأموال من الخارج سوف تساعدنا فى ذلك. [email protected]