تقف مدينة جوس النيجيرية على حافة الهاوية مع تجدد الاضطرابات الدينية والاشتباكات الطائفية التى كان آخرها مواجهات أمس الأول، بين رعاة مسلمين وقرويين مسيحيين قرب المدينة سقط خلالها 500 قتيل معظمهم من النساء والأطفال. وبإعلان حالة الطوارئ فى البلاد ووضع الجيش على أهبة الاستعداد، يواجه القائم بأعمال الرئيس النيجيرى جودلاك جوناثان اختبارا مهما لإثبات جدارته بالسلطة، خصوصا مع اللغط الذى أثير مؤخرا حول مرض الرئيس عمر يارادوا بصورة تمنعه من ممارسة مهام منصبه. وشهدت جوس فى 19 يناير الماضى أسوأ 4 أيام فى حياتها بعد وقوع مذبحة بشعة ضد المسلمين راح ضحيتها وفقا لمنظمات حقوقية 550 قتيلا. والمثير للانتباه أن الجيش النيجيرى لم ينتشر فى مدينة جوس إلا بعد يومين من اندلاع المذبحة السابقة، وهو الأمر الذى جلب الكثير من الانتقادات للحكومة النيجيرية، حيث طالبت «هيومان رايتس ووتش» نائب الرئيس النيجيرى جوناثان بإجراء تحقيق جنائى حول المذبحة. وحاولت الحكومة النيجيرية حينها تبرير تأخرها فى التحرك لوقف المذبحة بأن البلاد كانت تعانى من فراغ رئاسى ودستورى على ضوء «صحة الرئيس»، بينما الرأى العام فى نيجيريا ساخط على هذا الوضع، مستشعرا الخطر وانعدام الأمن فى ظل هذه القنبلة الموقوتة بين المسلمين والمسيحيين، والتى تحتاج إلى من يسارع بنزع فتيلها قبل أن تتطور الأمور إلى مزيد من العنف والدماء مع اقتراب حملة انتخابات الرئاسة عام 2011.