كل فتاة أو امرأة قبل أن تركب الأوتوبيس تُحضّر فى ذهنها كلمات الرد عندما تتعرض لمضايقات التحرشات من أول الكلمة حتى اللمسة.. ليس لأنها تعليمات ماما.. ولكن لخبراتها السابقة فى الظاهرة التى تعانى منها «الأنثى» فى مصر.. سمية (35 سنة) تقول: «بكره المواصلات العامة ولكنى مضطرة إليها.. لا يوجد يوم أذهب فيه إلى العمل دون مضايقات الشباب وحتى الرجال الكبار فى السن.. وأحيانا الرجالة يشوفوا الست واقفة وشايلة شنط وماحدش يتحرك ويقوم لها عشان تقعد، ده غير وأنا واقفة كتير رجالة مش محترمة بيحبوا يقفوا جانبك فى الزحمة!» وتروى إيمان محمد (ممرضة): كنت عائدة من عملى فى وقت متأخر بالمترو وقام شخص بتصويرى بالموبايل خلسة وشاهدته سيدة مسنة وقامت «بتهزيئه» فتنبهت وقمت بعمل محضر له فى المترو.. أنا مش فاهمة إيه الغرض من إلغاء عربات السيدات بالليل هى السيدات بتتحول لرجالة بالليل. بينما تقول سارة (طالبة): أنا نفسى يزودوا عدد وسائل النقل لتلافى الزحام ده لأننا بنضطر نتزحم مع الرجالة فى المواصلات حتى لما بنركب تاكسى سواقين التاكسى بيستظرفوا كتير. ويتحدث عن الظاهرة د. فؤاد السعيد، أستاذ علم الاجتماع: «حدث فى المجتمع فى السنوات الأخيرة نوع من التحول من التماسك الاجتماعى إلى السلبية الشديدة للشباب، بشكل خاص أصبح كل فرد يبحث عن مصلحته الشخصية بصرف النظر عن المحيطين به حتى الأسرة، لأن الأجيال الجديدة لم تعد تجد قيمة لذاتها إذا أقدمت على مساعدة الآخرين سواء كانوا من الفتيات أو حتى كبار السن وأصبحوا فى حالة بلادة ولا يضعون فى الاعتبار أن هذه السيدة من الممكن أن تكون أخته أو أمه أو حتى زوجته.. ونظراً أيضاً لصعوبات الحياة وحالة الإنهاك النفسى الشديد قبل البدنى الذى يتعرض له الشباب وعدم القدرة على الزواج أصبح هناك نوع من العدائية تجاه الجنس الآخر متمثلة فى التحرش فى المواصلات العامة وكذلك عدم الإقبال على راحتهن. ونحن لا نستطيع وضع حل بعينه لهذه الظاهرة لأنها ترجع إلى التربية والتنشئة فإذا لم تتم تربية الابن على النخوة والاحساس بالمسؤولية تجاه أخته أو أمه فكيف نطلب منه أن يمارسها فى الخارج مع أى ست أخرى؟!».