يعرض على جمهور السينما فى مصر ثلاثة من أعظم أفلام مبدعى هوليوود هذا العام،وهى «الأوغاد الصعاليك» إخراج كوينتين تارانتينو الذى عرض لأول مرة فى مسابقةمهرجان «كان» فى مايو الماضى، و2012 إخراج رولاند إيمريش و«أفاتار» إخراج جيمسكاميرون، بل إن «أفاتار» حدث فى تاريخ الإبداع الفنى الإنسانى على مر العصور، وليسفقط فى تاريخ الإبداع السينمائى . إنها ليست ثلاثة أفلام من «الإنتاج» الكبير، وإنما من «الفن» الكبير أيضاً وهىتمثل ذروة جديدة تؤكد أن السينما الأمريكية الهوليوودية كما كانت دائماً هى الأقوىوالأكبر والأكثر جاذبية لكل الناس فى كل العالم، والقادرة فى الوقت نفسه على أنتكون عميقة جمالياً وفكرياً. ففى هذه الأفلام ثلاث رؤى شاملة لتاريخ وواقع ومستقبل الإنسان وتعبير نقدى ناضجعن أهم القضايا التى طالما شغلت الإنسانية، عن العنف والعنف المضاد فى «الأوغادالصعاليك» وحيث الخلاص بالفن، ويتم احتراق هتلر وجماعته فى دار للسينما، وبحرقالأفلام القابلة للاحتراق، وهو ما لم يحدث فى الواقع، ويعبر من ناحية أخرى عن قدركبير من ازدراء التاريخ الرسمى، والإعلاء من شأن الإنسان خاصة فى المشهد الافتتاحىالذى يضاهى المشاهد الكبرى فى تاريخ المسرح. ويتكامل فيلما «2012» و«أفاتار» اللذان تدور أحداثهما فى المستقبل القريب بعدعامين فى الأول وفى المستقبل البعيد بعد أكثر من مائة عام فى الفيلم الثانى والمؤكدأنه ليس من المصادفات أن يتم عرض الفيلمين عشية وأثناء مؤتمر كوبنهاجن لإنقاذ الأرضومن عليها. ففى «2012» تسونامى هائلة تغرق الأرض بسبب الاحتباس الحرارى فى طوفانينقذه نوح جديد، ولكن سفينة نوح 2012 تصنعها الصين وتنقذ بعض حكام العالم منالسياسيين ورجال الأعمال حيث التذكرة الواحدة بمليار يورو، وفى فيلم «أفاتار» تعبير لم يسبق له مثيل عن حماقة القوة التى تطلق قوى الجشععند الأقوى عسكرياً إلى أقصى مداها، وتجعله يدمر الطبيعة، ويحتقر ثقافة الأضعفعسكرياً، بل لا يعتبرها ثقافة أصلاً ويفصل بين العلم والأخلاق، وكم كان شاعرناالأكبر أحمد شوقى على حق عندما قال إن العلم من دون الأخلاق ليس يجدى. إننى فى حاجة إلى صفحات من الجريدة للكتابة عن هذه الأفلام، ولكن هذه دعوةلمشاهدتها. [email protected]