آلاف اليمنيين يدعون في «جمعة صوتك مكسب للثورة» لمسيرات انتخابية تنهي حكم «صالح»

تظاهر آلاف اليمنيين في «ميدان الستين»، في إطار ما أطلقوا عليه اسم «جمعة صوتك مكسب للثورة»، للتأكيد على أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء المقبل، وسط معارضة من شباب الثورة والحوثويين والحراك الجنوبي.
ودعا المشاركون في التظاهرة، من رجال ونساء وأطفال، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع في مسيرات ثورية، لإنهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي حكم البلاد لمدة 33 عاما، وإرساله إلى «مزبلة التاريخ»، وأدوا صلاة الجمعة في ساحة التغيير بجوار جامعة صنعاء، التي تحيط بها مخيمات الثوار.
وقال الدكتور عقيل المقطري، عضو التكتل السلفي اليمني، في خطبة الجمعة: «إن الثورة اليمنية خرجت بأقل الخسائر مقارنة بما حدث في ليبيا، ويحدث حاليا في سوريا»، مشيرا إلى أن اليمن تجاوزت شبح الحرب الأهلية، وهي الآن على أعتاب مرحلة مهمة للغاية، مطالبا بالحفاظ على وحدة اليمن والمشاركة في الانتخابات لاختيار الرئيس التوافقي علي عبد ربه منصور هادي لقيادة البلاد في مرحلة انتقالية لا تتجاوز عامين.
وهاجم المقطري من يدعون لمقاطعة الانتخابات بدعوى أنها ليست عملا ثوريا، وقال: «إن الحراك الجنوبي يرفض الانتخابات تنفيذا لأجندة خارجية لتحقيق أطماعه في فصل الجنوب، بينما يرغب النظام السابق في إظهار رفض الشعب للتغيير من خلال الدعوة لمقاطعة الانتخابات»، وهتف المتظاهرون «سننتخب»، و«اليمن يريد بداية جديدة»، مؤكدين انتصار ثورتهم.
وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس اليمني بإزالة صوره من كجميع الهيئات الحكومية والشوارع قبل الانتخابات، ما زالت صور صالح منتشرة في شوارع صنعاء وهي أول ما يستقبلك في مطار صنعاء الدولي.
وفي سياق متصل، وصف رئيس حزب الحق اليمني، حسن زيد الانتخابات اليمنية المبكرة، بأنها «زفة فرح» معروف نتيجتها مسبقا. وقال ل«المصري اليوم» إنه كان من الموقعين على المباردة الخليجية ضمن تحالف اللقاء المشترك الذي يضم أحزاب الإصلاح والناصري والاشتراكي والحق، لأنها كانت الخيار الوحيد المطروح لحق الدماء، مشيرا إلى أن المبادرة لم تنص على ألا تكون الانتخابات تنافسية، لكن الأحزاب الموقعة عليها كانت تخشى الانقلاب على المبادرة، وأن يتم استغلال السخط العام لانتخاب مرشح مستقل، فاتفقوا على ألا يكون هناك مرشح آخر.
وحذر زيد من وجود أطراف تحاول إفشال المبادرة الخليجية سواء من قوى المعارضة المتمثلة في الحوثيين والحراك الجنوبي أو من النظام السابق، مشيرا إلى أن الحراك الجنوبي يرى مصلحة في إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى، حيث سيساعدهم ذلك على الاستقلال باليمن الجنوبي.
وقال: «إن الحوثيين تم إقصاؤهم منذ عقود من العمل السياسي، وأكد أن الأوضاع في اليمن لن تستقر إلا إذا تمت إعادة إشراكهم في العمل السياسي»، مشيرا إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة على أطراف مدينة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون، من خلال القوى السلفية التي تدعمها المملكة العربية السعودية بهدف تصفية الحوثيين، انتقاما لهزيمتها منهم في الحرب، ولأنها تعتبرهم امتدادا لإيران وهذا غير صحيح.
وحول رفض شباب الثورة اليمنية لما نصت عليه المبادرة الخليجية من منح الحصانة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال زيد «إذا كانوا يريدون محاكمته عليهم أن يقبضوا عليه أولا»، مشيرا إلى أن الثورة اليمنية لم تتمكن من إسقاط النظام، وإذا لم يتم توقيع المبادرة فإن الخيار الوحيد أمامها كان النموذج الليبي، وإن كان الأمر سيكون أكثر دمارا في اليمن، لأن الشعب مسلح بشكل أكبر، وبالتالي فإن الثمن سيكون باهظا والنتيجة غير مضمونة، مشيرا إلى أن تطبيق النموذج المصري كان أمرا غير وارد، لأنه لا يوجد جيش موحد في اليمن، وقال: «إن صالح يستحق الحصانة بموجب الشرع الذي يقول (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم).
وأعلن قائد جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أن جماعته ستقاطع الانتخابات الرئاسية التي وصفها بأنها شكلية، معتبرا أن شرعيتها ستكون ناقصة، وقال، في بيان الجمعة، مؤكدا أن جماعته لن تفرض رأيها على أحد.
وفي سياق متصل لقي 17 يمينا مصرعهم الخميس في اشتباكات بمحافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء، في أعقاب مقتل القيادي في تنظيم القاعدة طارق الذهب برصاص أخيه غير الشقيق حزام الذهب، الذي قالت مصادر قبلية انه قد يكون مدفوعاً من السلطات اليمنية.