وقف إطلاق نار «فورى وشامل» فى السويداء

شهدت الساحة السورية هدوءًا حذرا، أمس، عقب أيام من تصاعد التوترات فى محافظة السويداء، حيث تم التوصل إلى وقف فورى وشامل لإطلاق النار، فى حين انتشرت قوات الأمن فى المحافظة، وذلك بعد ساعات من إعلان المبعوث الأمريكى توماس براك عن اتفاق بهذا الشأن بين سوريا وإسرائيل، حسبما أعلنت الرئاسة السورية أمس.
وقال «براك» إن سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار فى السويداء، حيث اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس السورى أحمد الشرع، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بوزير الخارجية ماركو روبيو، على وقفٍ لإطلاق النار حظى بتأييد تركيا والأردن والدول المجاورة، وطالب الدروز والبدو بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة، وبناء السلام والازدهار مع جيرانهم، فيما دعا تجمع عشائر الجنوب إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون أى تأخير كخطوة أولى لبناء الثقة، وفى الوقت نفسه، دعا الزعيم الدرزى الشيخ حكمت الهجرى مجددًا، للاحتكام لصوت العقل لا السلاح، قائلًا: «نمد أيدينا لكل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية، لافتًا إلى أن الدروز لم يكونوا يومًا دعاة تفرقة وفتنة»، على حد تعبيره.
من جانبه، قال الشرع إن الأحداث الأخيرة التى شهدتها محافظة السويداء شكلت «انعطافًا خطيرًا»، لافتًا إلى أن الاشتباكات العنيفة بين المجموعات هناك كادت أن تخرج عن السيطرة، لولا تدخل الدولة السورية لتهدئة الأوضاع.
وأشار الشرع فى كلمة له بعد إعلان وقف إطلاق النار فى السويداء أمس، إن طموحات انفصالية ظهرت لدى شخصيات استقوت بالخارج، وأشاد بدور العشائر وانتقد تحركها بشكل منفرد، ودعا تلك العشائر إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وأكد التزام حكومته «بحماية كل الأقليات»، مشددًا على أن «سوريا ليست ميدانًا لتجارب التقسيم والانفصال».
وتم الاتفاق الذى تم التوصل إليه فجر أمس بين الحكومة السورية من جهة، ومشايخ العقل الدروز والفصائل الدرزية المسلحة فى السويداء من جهة أخرى، ويقضى الاتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودمج عناصر الفصائل فى القوات التابعة لوزارتى الداخلية والدفاع السوريتين.
وذكرت وكالة «رويترز» أن آلافًا من مقاتلى العشائر ما زالوا يتدفقون على السويداء حتى أمس الأول وسط استمرار الاشتباكات على مشارف المدينة، وتناقلت وسائل إعلام سورية أنباء بأن وزارة الدفاع أمهلت مقاتلى العشائر البدوية حتى فجر أمس لمغادرة محافظة السويداء.
وتحركت قوات الأمن العام السورية نحو مدينة السويداء لضبط الأمن وتنفيذ بنود الاتفاق على الأرض.
يأتى الإعلان عن الاتفاق بعد 3 أيام من القصف الإسرائيلى الذى استهدف مواقع سيادية فى دمشق والقوات السورية فى السويداء (جنوبى سوريا).
من جانبه، وصف الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الوضع الراهن فى سوريا بأنه بالغ التعقيد، محذرًا من وجود مؤامرة شاملة ومتكاملة الأبعاد تستهدف الدولة السورية.
وتحفظ السفير يوسف زادة، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، حول مدى التزام الأطراف بالاتفاق الذى تم توقيعه، مشيرا إلى التطورات الأخيرة فى الوضع السورى والتحديات التى تواجه استقرار المنطقة.
وأوضح «زادة» أن بعض الدروز السوريين بدأوا يعيدون النظر فى مواقفهم ويفكرون فى الانتقال إلى إسرائيل بعد المذابح التى تعرضوا لها من القوات المصاحبة لأحمد الشرع.