صالون أحمد عبد المعطي حجازي يناقش تجربة فدوى طوقان الشعرية

أقام صندوق التنمية الثقافية، من خلال «بيت الشعر العربي – بيت الست وسيلة»، مساء اليوم الأحد 13 يوليو، أمسية شعرية خاصة ضمن فعاليات صالون أحمد عبدالمعطي حجازي، استعاد خلالها المسار الشعري والإنساني للشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان، إحدى أبرز رائدات الشعر العربي الحديث.
وسلطت الأمسية الضوء على تجربة طوقان (1917–2003)، التي عبّرت من خلال قصائدها عن معاناة الوطن والمنفى، وجسّدت صوت المرأة الفلسطينية في وجه الاحتلال والحرمان، برؤية شعرية تجاوزت الظرف السياسي إلى فضاء إنساني عميق. وتناولت الأمسية عددًا من أبرز دواوينها، من بينها: وحدي مع الأيام، وجدتها، أعطني حبًا، أمام الباب المغلق، الليل والفرسان، على قمة الدنيا وحيدًا، تموز والشيء الآخر، اللحن الأخير، وختامًا بأخي إبراهيم.
وشارك في اللقاء الشاعر عماد غزالي، الذي قدّم قراءة تحليلية في دواوين الشاعرة، متصفحًا أعمالها الشعرية الكاملة، كما ألقت الناقدة والأكاديمية د. سحر شريف، أستاذة الأدب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، محاضرة حول البُعد النثري في تجربة طوقان، وتحديدًا في كتابتها للسيرة الذاتية.
وقدّمت الشاعرة ابتسام أبوسعدة خلال الأمسية قصيدتين من شعرها، قبل أن تتلو قراءات مختارة من أعمال فدوى طوقان، فيما أدار اللقاء الناقد أحمد حسن عوض.
وفي تصريح خاص ل«المصري اليوم»، قال الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، إن هذه الأمسية تأتي ضمن خطة متكاملة يتبناها صندوق التنمية الثقافية لإعادة قراءة التجارب الشعرية المؤسسة في الثقافة العربية، مؤكدًا أن استعادة صوت فدوى طوقان في هذا التوقيت ليس مجرد احتفاء بشاعرة رائدة، بل هو تذكير بقيمة الشعر في مواجهة مآسي الواقع.
وأضاف: «ما تشهده فلسطين اليوم من معاناة يجعلنا أكثر حاجة إلى رموز ثقافية ملهمة تعبّر عن الكرامة الوطنية والوجدان الإنساني، وفدوى طوقان واحدة من تلك الأصوات التي لا تزال تلهم الأجيال الجديدة".
ومن جانبها، قالت الشاعرة ابتسام أبوسعدة ل«المصري اليوم»: أن "استعادة سيرة فدوى طوقان في صالون الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي هو أكثر من مجرد ندوة أدبية، إنه فعل تضامن حقيقي مع فلسطين وقضيتها، وتذكير دائم بأهمية حضورها ووجودها وكينونتها، خصوصًا في ظل ما تمر به من ظروف قاسية. مثل هذه الفعاليات توثيقية ومهمة للغاية، وتعيد إحياء الأدب الفلسطيني، فكيف إذا كانت المحتفى بها واحدة من أعمدته، شاعرة وأديبة بحجم فدوى طوقان؟".
جدير بالذكر أن فدوى طوقان بدأت رحلتها الشعرية في ثلاثينيات القرن الماضي، بتشجيع من شقيقها الشاعر إبراهيم طوقان، وقد تركت بصمة كبيرة في المشهد الثقافي العربي، لا سيما من خلال سيرتها الذاتية التي تُعد من أبرز ما كُتب في أدب السيرة على المستوى العربي.