صوم الأطفال.. عادة طيبة لكن بشروط

يتمنى كل أب وأم أن يشاركهم أطفالهم الصغار فى صوم رمضان، والأطفال أيضا يسارعون بالمبادرة فرحا بقدوم الشهر الكريم، ومع أهمية هذه الخطوة فى حياة الطفل إلا أنها لابد أن تكون محكومة ببعض المحددات الصحية..
وينصح د. حيدر غالب - أستاذ الفارماكولوجى وإخصائى طب الأطفال، الأمهات بالتروى فى الموافقة على صوم الأطفال ويقول: بالنسبة للطفل السليم البالغ من العمر ست سنوات أو أقل لا يفضل إلزامه بصوم اليوم كاملا ويمكن تركه يصوم لفترة الظهيرة فقط من باب الاعتياد والتقليد لأنه إذا أكمل الصوم فسوف يفقد جسمه جزءاً كبيراً من المياه وقد يؤدى ذلك لتداعيات سيئة فى ظل هذا الطقس الحار، إضافة إلى أن صوم الأطفال فى هذه المرحلة «مرحلة التكوين» قد يؤدى لأضرار خطيرة بسبب نقص السكر فى الدم والذى يمد المخ باحتياجاته للنمو التى إن لم يجدها فقد يصاب المخ بتلف فى بعض أجزائه كالقشرة أو الأجزاء الخاصة بالذاكرة، وهو ما يجعل من الطفل أكثر عرضة للإصابة بالصرع.. هذا مع العلم بأن حوالى 85% من الخلايا تنمو فى هذه المرحلة، لذا وجب عدم تعريض الطفل لتلك المخاطر لأن تعويض أى خلايا مفقودة من المخ أمر غاية فى الصعوبة..
أما الأطفال الذين تجاوزوا ست سنوات إلى عشر فيتركون حسب استطاعتهم.. مع مراعاة أنه إذا لاحظت الأم على طفلها أى عرض غير طبيعى مثل الإحساس بالدوخة، الإجهاد أو العرق الزائد فيجب أن تجبره على الإفطار.. كما أن الطفل الذى يقوم بمجهود ذهنى من أى نوع يجب مراقبته جيدا لأن المجهود الذهنى مع الصوم يؤدى لحرق السكر عكس المجهود العضلى الذى يؤدى لحرق الدهون..
أما الأطفال المرضى فلابد من مراعاة الحكمة عند الحديث عن إمكانية صيامهم، وعلى الوالدين أن يعلما أن أى طفل يعانى من مرض ما لا يفترض أن يصوم تحت أى ظرف وتلك هى القاعدة الواجب اتباعها مع الحالات المرضية لدى الأطفال على اختلافها، خاصة أن هناك رخصة إلهية أعفت المريض بشكل عام من الصوم، فما بالنا لو كان طفلا؟! فمثلا الطفل الذى يعانى من أمراض الجهاز التنفسى كالربو وغيره أو أمراض الكلى يحتاج بشكل دائم إلى تناول جرعات كافية من المياه، وبالتالى لن يستطيع الصوم لساعات طويلة..
أما الطفل الذى يعانى من مرض فى الجهاز الهضمى فيجب أن يتناول وجبات خفيفة على مراحل اليوم المختلفة.. ونفس الأمر بالنسبة لمريض السكر الذى قد يتعرض لارتفاع أو انخفاض مفاجئ لنسب السكر مما يستوجب إعطاءه وجبات غذائية مقسمة على فترات اليوم، وهو ما لا يمكن تطبيقه خلال 12 ساعة من الصوم أو أكثر.. إضافة للأمراض التى تحتاج الانتظام فى تعاطى جرعات علاجها كأمراض القلب والأمراض الخطيرة التى تصيب الجسم أساسا بحالة إجهاد كأمراض الدم «الأنيميا» و «الثلاسيميا» وأمراض السرطان والحمى ومن هنا يجب على الأسرة عدم الضغط على الطفل للصيام لأن لكل سن طاقة كما لكل جسم وحالة صحية أيضا قدراتها.