«بعد أداء امتحانه بساعات».. تكثيف البحث عن طالب ثانوية عامة بين أنقاض «عقار السيدة زينب»

وسط صرخات الاستغاثة ودموع الانتظار، تقف أسرة الطالب سمير، طالب الثانوية العامة (الشعبة الأدبية)، على أطلال عقار السيدة زينب المنهار، يترقبون خبرًا عن نجلهم الغائب تحت الركام منذ مساء أمس، بعد ساعات قليلة من انتهائه من أداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية أمس.
كان حي السيدة زينب بالقاهرة قد شهد، صباح اليوم الأربعاء، انهيارًا مفاجئًا لعقار سكني مكوّن من خمسة طوابق، مأهول بالسكان، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين.
سمير، المعروف بين أصدقائه وجيرانه بهدوئه وطموحه، كان قد جلس مع والده ووالدته وأشقائه الأربعة داخل مقهى مملوك لعائلته، كما اعتاد في نهاية كل يوم، يضحكون ويمرحون مستمتعين بنسمات الهواء بعد نهار دراسي مرهق.
لكنه استأذنهم بهدوء، صعد إلى شقة الأسرة بالطابق الأعلى ليؤدي الصلاة ويبدأ في مراجعة دروس المادة المقبلة، بعيدًا عن ضوضاء أشقائه الصغار طامحًا في تحقيق حلمه بالالتحاق بكلية مرموقة.
لم تمر سوى دقائق، حتى دوى صوت الانهيار، سقط العقار بالكامل، وابتلع معه أحلام سمير وهدوءه وأوراقه، وقف والده مذهولًا أمام الركام، يصرخ بحرقة: «انقذوا ابني، سمير جوه، طلعوا ابني».
منذ لحظة السقوط، والأب والأم والأشقاء لا يغادرون موقع الحادث، ينظرون في وجوه رجال الإنقاذ، وكلما خرج جثمان من تحت الأنقاض تزداد دقات قلوبهم، تتسارع أنفاسهم، ترتجف الأيادي، يتساءلون في صمت: «يا ترى دا سمير؟ ولا لسه؟».
حتى الآن، لم يتم العثور على سمير، فيما تتواصل جهود الحماية المدنية في رفع الأنقاض، وسط تضامن واسع من أهالي المنطقة، وزملائه الذين حضروا لموقع الحادث يحملون الأمل في نجاته بعد أكثر من 10 ساعات تحت الأنقاض.
وهرعت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث بمجرد تلقي البلاغ، وبدأت على الفور عمليات رفع الأنقاض والبحث عن ناجين، بمشاركة فرق الإنقاذ وعدد من سيارات الإسعاف، فيما تم إخلاء المنازل المجاورة وفرض كردون أمني حول المنطقة.
وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 9 بينهم طفلان توأم، بينما تم العثور على 5 على قيد الحياة تم نقلهم لمستشفى المنيرة، مع استمرار أعمال البحث عن مفقودين يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض، ومن بينهم الطالب سمير الذي لم يُعثر عليه حتى اللحظة.