فى الوقت الذى يكثف فيه الوسطاء جهودهم لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة «المنكوب»، شهدت الساعات الماضية تضاربًا فى المعلومات بشأن وجود مقترحات «محدثة» بين حماس وإسرائيل. ونفت مصادر قيادية فى الحركة، ل«المصرى اليوم» علمها بأى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وذلك ردًا على تقارير إعلامية عبرية زعمت خلاف ذلك. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن الحركة تلقت نسخة «محدثة» من مقترح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، مشيرة إلى وجود تقدم فى المفاوضات ومرونة من جانب حماس. من جهته، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أول أمس، وجود «تقدم كبير» فى الجهود المبذولة لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين فى غزة، لكنه حذّر قائلاً: «من السابق لأوانه رفع الآمال فى التوصل إلى اتفاق نهائى». فى غضون ذلك، أشارت تقارير صحفية إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طلب، فى اتصال هاتفى، أمس الأول، من نتنياهو إنهاء الحرب على قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن. وتحدثت التقارير عن وجود مقترح محدث ينص على هدنة مدتها 60 يومًا، تتضمن تبادل 28 من أصل 56 رهينة إسرائيلية لا يزالون محتجزين فى غزة، مقابل نحو 1200 أسير ومعتقل فلسطينى، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع المحاصر. يُذكر أن هذا المقترح لاقى موافقة مشروطة من حماس قبل نهاية الأسبوع الماضى، تضمنت ملاحظات أبرزها طلب الحركة ضمانات بوقف نهائى للحرب، وهو ما رفضته إسرائيل ووصفت هذه المطالب بأنها «غير مقبولة». وفى السياق ذاته، قال مكتب الإعلام الدولى فى قطر إن جهود الوساطة تمر ب«مرحلة دقيقة»، وتقترب من تحقيق تقدم حقيقى فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما نقلت قناة «آى نيوز 24» الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلى مطلع أن «قطر تنتظر ردًا محدثًا من حماس على مقترح ويتكوف»، مشيرًا إلى وجود «فرصة لإحراز تقدم فى محادثات التوصل إلى اتفاق». ميدانيًا، أعلن الدفاع المدنى فى قطاع غزة استشهاد 42 فلسطينيًا وإصابة المئات أمس، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى الذى يواصل حرب الإبادة والتجويع، حيث استهدفت قوات الاحتلال مناطق متفرقة فى القطاع، ومن بين الشهداء 31 من المواطنين «الجائعين» الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية. وقال الناطق باسم الدفاع المدنى محمود بصل ل«فرانس برس» إن «طواقمنا والمسعفين نقلوا 31 شهيدًا على الأقل ونحو 200 مصاب؛ إثر إطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية وطائرات الكواد كابتر (المسيّرة) باتجاه آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب مفترق الشهداء (نتساريم) وجسر وادى غزة». وأضاف بصل أن الضحايا «كانوا فى طريقهم للحصول على مواد غذائية من مركز المساعدات الأمريكى» قرب جسر وادى غزة، فى واقعة تكررت عدة مرات خلال الأشهر الماضية، حيث استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى مواطنين ينتظرون المساعدات الإنسانية. وأفادت مصادر طبية فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة بوصول 18 جثة وعشرات المصابين بعد إطلاق نار استهدف مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب محور نتساريم وسط القطاع. كما أسفر قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية فى منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، عن استشهاد اثنين وإصابة آخرين. فى السياق الإنسانى، ناشدت مديرة بنوك الدم بوزارة الصحة فى غزة «العالم كله التدخل فورًا لإنقاذ المرضى لأنهم سيموتون بسبب نقص الدم»، مؤكدة الحاجة الماسة إلى 7 آلاف وحدة دم بشكل عاجل. وأضافت أنه «ليس هناك عدد كافٍ من المتبرعين بسبب الفقر والجوع» الذى يعانى منه سكان القطاع المحاصر. من جهة أخرى، أعلن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش رفضه «بشكل كامل دخول أى مساعدات إلى قطاع غزة»، لكنه اعترف بأنه «لا يمكن الاستمرار فى الحرب إلى الأبد، وهناك ضغوط دولية وداخلية بسبب جنود الاحتياط والوضع الاقتصادى».