وسط محاولات تحقيق الذات وتوفير الاحتياجات الأساسية، يحاول كثير من الشباب في العصر الحديث أن يجدوا طريقة تُمكنهم من النجاح في مسيرتهم المهنية، دون أن يدفعوا ثمن ذلك على حساب راحتهم النفسية أو علاقاتهم الاجتماعية|. التحدي لا يكمن فقط في التقدم في العمل، بل في أن تحتفظ بقدر من الراحة في حياتك اليومية، وفي خضم هذا السعي تظهر تجارب بعض الناجحين كمصدر إلهام يرشد الآخرين إلى الطريق المتوازن بين العمل والمساحة الشخصية. خطة ملهمة من امرأة بدأت من الصفر كوري أرنولد، مليونيرة أمريكية استطاعت أن تبني ثروتها من لا شيء، شاركت عبر حسابها على منصة «إكس» رؤيتها لتحقيق التوازن بين الطموح المهني والحياة الشخصية السليمة، وفي مقدمة حديثها أوضحت أن التوازن لا يعني بالضرورة تقسيم الوقت بالتساوي، بل يتعلق بكيفية توزيع الطاقة على مدار اليوم. وقدمت «أرنولد» 4 خطوات ترى أنها المفتاح لتحقيق هذا التوازن الواقعي، نلخصها فيما يلي: 1. ضع حدودك بوضوح ولا تخجل من قول لا تؤمن كوري أرنولد بأن أولى أدوات الحفاظ على الذات هي معرفة متى وأين يجب أن تضع حدودًا، فالتردد في قول «لا» قد يؤدي إلى استنزاف الوقت والجهد في مهام لا تخدم أولوياتك. وأضافت أرنولد: «الحدود هي قوتك الخارقة»، مؤكدة أن القدرة على الرفض عندما يستدعي الأمر تحافظ على طاقتك وتحمي تركيزك. 2. الإنتاجية تحتاج استراحة والعقل ليس آلة وتشدد المليونيرة الأمريكية على أن الإنسان لا يستطيع الحفاظ على التركيز والإنتاجية إلى ما لا نهاية، فوفقًا لما ذكرته، فإن العقل يبدأ في التشتت بعد أربع إلى ست ساعات من العمل المتواصل، لذلك تنصح بأخذ فترات راحة قصيرة بين المهام، لأن ذلك يعود بالنفع على الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، خاصةً أن العمل الذكي برأيها، لا يعني العمل المتواصل، بل العمل بتركيز ثم الاستراحة بذكاء. 3. زوّد حياتك بما تحب خارج إطار العمل ترى «أرنولد» أن الشخص المتوازن لا يكتفي بالعمل والنوم فقط، بل يمنح نفسه فرصة للاستمتاع بأنشطة تغذي روحه، مثل ممارسة الهوايات، قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة، وحتى الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وهي جميعًا عناصر لا تقل أهمية عن تحقيق الإنجازات المهنية. كما تحذر من الوقوع في فخ إهدار وقت الفراغ على شاشات الهاتف والتلفاز فقط، معتبرة ذلك دليلًا على اختلال التوازن. 4 التوازن يتغير مع تغير حياتك التوازن ليس هدفًا ثابتًا، بل عملية مستمرة من التكيف مع مراحل الحياة المختلفة، فمع قدوم الأطفال أو رعاية الوالدين أو الانتقال إلى وظيفة جديدة، تختلف الأولويات، وبالتالي تتغير طريقة إدارة الوقت والطاقة، لذا تدعو كوري أرنولد الشباب إلى مراجعة أنماط حياتهم كل فترة، مشيرةً إلى أن ما يناسبك في العشرينات قد لا يكون مناسبا في منتصف الثلاثينات أو الأربعينات. التوازن ليس رفاهية بل ضرورة للحياة الصحية من خلال هذه الخطوات الأربع، توضح كوري أرنولد أن التوازن بين العمل والحياة ليس ترفاً، بل ضرورة لضمان الاستمرارية والنجاح دون أن تُستهلك طاقتك على الطريق، فالقاعدة الذهبية، كما تراها، هي أن تكون صادقاً مع نفسك، مرناً في اختياراتك، ومتبصراً فيما يمنحك الطاقة لا فيما يستنزفك.