كشفت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية «جارديو» عن اختراق واسع طال البنية التحتية للبريد الإلكتروني التابعة لشركة «نتفيجن»، التي أصبحت اليوم جزءًا من شركة الاتصالات «سيلكوم»، لتتحول هذه البنية، التي وُصفت بأنها قديمة وغير محدثة، إلى نقطة ضعف استخدمها قراصنة في هجوم تصيّد احتيالي عالي الدقة استهدف مواطنين إسرائيليين برسائل مزيفة تحتوي على برمجيات خبيثة. رسائل احتيالية بهوية حكومية اعتمد المهاجمون، الذين وُصفوا بأنهم مؤيدون للفلسطينيين، على استغلال إحدى الثغرات التي تُعرف تقنيًا ب«الترحيل المفتوح»، والتي تتيح إرسال رسائل من خوادم الشركة دون الحاجة إلى مصادقة، ومن خلال هذه الثغرة، تم إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية التي بدت وكأنها واردة من جهات رسمية إسرائيلية مثل الشرطة، الضرائب، وحتى الوزارات، جميعها مستخدمة عنوان «gov.il» الرسمي، وفقًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت». احتوت المرفقات داخل هذه الرسائل على برامج خبيثة تُتيح للمهاجمين التحكم الكامل في أجهزة المستخدمين عن بُعد، والمثير للقلق داخل الكيان الصهيوني أن الرسائل الاحتيالية لم تُرصد من قبل أنظمة الحماية المتقدمة، بل وصلت مباشرة إلى صناديق البريد الرئيسية للمستلمين، دون أن تُصنّف كرسائل ضارة أو مشبوهة. ثغرات إضافية تهدد النظام بالكامل إلى جانب الثغرة المستغلة فعليًا، كشفت «جارديو» عن وجود ثغرتين إضافيتين لم تُستغل حتى الآن لكنها تحمل خطورة مضاعفة، الأولى تسمح بانتحال نطاقات البريد الإلكتروني الخاصة بعملاء «سيلكوم» التجاريين، متجاوزةً آليات التحقق من هوية المرسل مثل «SPF» و«DMARC». أما الثانية فتُمكّن أي طرف خارجي من إرسال رسائل دون الحاجة إلى تسجيل الدخول أو التحقق من الهوية، مما يجعل من الممكن تقليد رسائل من بنوك، شركات تأمين، وزارات، أو حتى مديرين تنفيذيين لإصدار تعليمات مالية وهمية. وفي ردها الرسمي، أكدت شركة «سيلكوم» أنها تحركت فورًا بعد تلقي التحذير من شركة جارديو، وقامت بإغلاق الثغرات وتأمين النظام بالكامل، لكنها لم تقدم معلومات دقيقة حول عدد المتأثرين أو ما إذا كانت هناك خسائر مادية أو تسريبات حساسة، مكتفيةً بالتأكيد على أن التحقيقات لا تزال جارية. خطر مستمر في بيئة غير محصنة ورغم إصلاح الثغرات، يُحذر الخبراء من أن البنية التحتية للاتصالات في إسرائيل قد تكون ما زالت معرضة لهجمات مشابهة في المستقبل، خاصةً مع استمرار استخدام أنظمة قديمة لم تخضع لتحديثات أمنية كافية، ويُعد هذا الحادث مثالًا على كيفية نجاح ثغرة بسيطة في التحول إلى بوابة لاختراق واسع النطاق، يحمل أبعادًا تقنية وسياسية في آنٍ واحد، خاصةً مع تصاعد موجة الكراهية ضد الاحتلال الإسرائيلي نتيجة ممارساته الوحشية بحق المدنيين في غزة وإصراره على إبادة الشعب الفلسطيني بدعوى القضاء على حركة حماس.